إن من دلائل الإخلاص وعلامات المخلصين اتهامهم لأنفسهم بالتقصير في حق الله ، وعدم القيام بالعبودية لملك الملوك ، بل ومقتهم لأنفسهم ولا يرونها أهلاً لأي فضل ، قال تعالى { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلةٌ أنهم إلى ربهم راجعون }.
1- هذا الصديق – رضي الله عنه – يمسك لسانه ويقول (( هذا الذي أوردني المهالك )).
2- وهذا عمر – رضي الله عنه – يقول لحذيفة : (( هل أنا منهم ؟ – يعني من المنافقين – أَوَ سمّاني لكَ رسول الله ؟ ))
3- وقال حذيفة : (( لو جاءني رجل فقال لي : والله الذي لا إله إلا هو يا حذيفة ما عَملُكَ عَمَلُ من يؤمن بيوم الحساب ، لقلت له : يا هذا لا تكفِّر عن يمينك فإنك لا تحنث )) .
4- كان عبد الرحمن بن هرمز الأعرج كثيراً ما يعاتب نفسه ويوبخها ويقول لها : (( إن المنادي ينادي يوم القيامة : يا أهل خطيئة كذا قوموا ، فتقوم يا أعرج معهم ، ثم ينادي : يا أهل خطيئة كذا قوموا ، فتقوم يا أعرج معهم ، ثم ينادي يا أهل خطيئة كذا قوموا ، فتقوم يا أعرج معهم ، فأراك يا أعرج تقوم مع كل طائفة ))
5- وقال شعيب بن حرب : بينا أنا أطوف بالبيت إذا رجلٌ يشدُ ثوبي من خلفي فالتفت فإذا بفضيل ابن عياض ، فقال : لو شفعَ فيّ وفيك أهل السماء كنا أهلاً ألا يشفع فينا .
6- وكان الشافعي يقول : أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أن أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصي *** وإن كنا سواءً في البضاعة
7- وعن يونس بن عبيد قال : (( إني لأعد مائة خصلة من خصال البر ، ما فيَّ منها خصلةُ واحدة )) .
8- وكان محمد بن واسع يقول : (( لو كان يوجد للذنوب ريح ، ما قدرتم أن تدنوا مني من نتن ريحي )) . وكان يقول : (( إنما هو عفو الله أو النار ))
9- وقال محمد بن أسلم الطوسي : (( قد سرتُ في الأرضِ ودرتُ فيها ، فبالذي لا إله إلا هو ما رأيت نفساً تصلي إلى القبلة شراً عندي من نفسي ))
10- كان عامر بن عبد قيس راهب العرب يقول : (( أأنا من أهل الجنة ؟ أَوَ مِثْلي يدخل الجنة ؟!!))
11- وكان الربيع بن خثيم يبكي حتى يبل لحيته ويقول : (( أدركنا أقواماً كنا في جنبهم لصوصاً ))
12- وكان أبو مسلم الخولاني يعلق السوط في مسجده ويقول : (( أنا أولى بالسياط من الدواب ))
13- عن سهل بن أسلم قال : كان بكر بن عبد الله المزني إذا رأى شيخاً قال : (( هذا خيرٌ مني ،عَبَدَ الله قبلي ، وإذا رأى شاباً قال : هذا خيرٌ مني ارتكبتُ من الذنوب أكثر مما ارتكب َ ))
14- وقال : (( إن عرض لك إبليس فقال إن لك فضلاً على أحد من أهل الإسلام فانظر ؛ فإن كان أكبر منك فقل : قد سبقني هذا بالإيمان والعمل الصالح فهو خير مني ، وإن كان أصغر منك فقل : قد سبقتُ هذا بالمعاصي والذنوب واستوجبتُ العقوبة فهو خيرٌ مني ، فإنك لا ترى أحداً من أهل الإسلام إلا وهو أكبر منك أو أصغر منك ))
15- وقال إبراهيم التيمي : (( ما عرضتُ عملي على قولي إلا خشيت أن أكون مكذباً ))
16- قال إبراهيم النخعي : (( لقد تكلمت .. ولو وجدت بداً ما تكلمت ، وإن زماناً أكون فيه فقيه الكوفة لزمان سوء ))
17- وعن سفيان عن أبيه عن إبراهيم قال : سألته عن شيء فجعل يتعجب ، يقول : اُحتِيجَ إليّ .. اُحتيج إليّ ..
18- وكان أيوب السختياني يقول : (( إذا ذكر الصالحون كنت منهم بمعزل ))
19- وقال الحسن البصري : (( صاحبت أقواماً فكنت بجنبهم كاللص ))
20- وكان سالم ابن عبد الله بن عمر في الحج فزاحم رجلاً فقال له الرجل : يا مرائي !! ، فقال : (( ما عرفني إلا أنت ))
21- وقال مالك بن دينار : (( إذا ذكر الصالحون فأفٍٍ لي وتُفّ ))
22- وعن علي بن المديني قال : (( كان سفيان إذا ُسئل عن شيء يقول : لا أُحِسن ، فيقولون : من نسأل ؟ فيقول : سل العلماء ، وسل الله التوفيق ))
23- وقال الفضيل بن عياض : (( من أراد أن ينظر إلى مراءٍ فلينظر إليَّ ))
24- قال الفضيل بن عياض عن نفسه : (( كيف ترى حال من كثرت ذنوبه ، وضعف عمله ، وفنى عمره ، ولم يتزود لمعاده ، ولم يتأهب للموت ، ولم يتزين للموت ، وتزيّن للدنيا ، هيه ، وقعد يحدث – يعني نفسه – واجتمعوا حولك يكتبون عنك ، بخ فقد تفرغّت للحديث . ثم قال : هاه – وتنفس طويلاً – ويحك أنت تحسن تحدّث؟؟ أو أنت أهلٌ أن يحمل عنك ؟؟ استحي يا أحمق بين الحمقان !! لولا قلة حيائك وصفاقة وجهك ما جلست تحدث وأنت أنت ، أما تعرف نفسك ؟ أما تذكر ما كنت ؟؟ وكيف كنت ؟؟ أما لو عرفوك ما جلسوا إليك ولا كتبوا عنك ، ولا سمعوا منك شيئاً أبدا )) .
25- وأخذ الفضيل بن عياض بيد سفيان بن عيينة خارج الحرم وقال له : إن كنت تظن أنه قد صلى إلى هذه القبلة من هو شرٌ مني ومنك فبئس ما تظن .
26- وعن جعفر بن برقان قال : بلغني عن يونس بن عبيد فضلٌ وصلاح ، فكتبت إليه : يا أخي ، اكتب لي بما أنت عليه ، فكتب إليه (( أتاني كتابك تسألني أنا أكتب إليك بما أنا عليه ، وأخبرك أني عرضتُ على نفسي أن تحب للناس ما تحب لها وتكره لهم ما تكره لها ؛ فإذا هي من ذاك ببعيد ، ثم عرضتُ عليها مرةً أخرى ترك ذكرهم إلا من خير ؛ فوجدت الصوم في اليوم الحار الشديد الحر بالهواجر بالبصرة أيسر عليها من ترك ذكرهم . هذا أمري يا أخي والسلام ))
27- قال خلف بن تميم : سمعت سفيان الثوري بمكة – وقد كثر الناس عليه – فسمعته يقول : (( ضاعت الأمة حين اُحتِيج إلى مثلي ))
28- وكان الحسن البصري – رحمه الله تعالى – كثيراً ما يعاتب نفسه ويوبخها بقوله : (( تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين ،وتفعلين فعل الفاسقين المرائين ، والله ما هذه صفات المخلصين ))
29- وعن حماد بن زيد قال : (( رجعنا من جنازة فدخلنا على عطاء السليمي ، فلما رآنا كأنه خاف أن يدخله شيء من العجب – أي لكثرتنا – فقال : (( اللهم لا تمقتنا – أو اللهم لا تمقتني ))
30- قال حذيفة المرعشي عن نفسه : (( ما في الأرض نفس أبغض إليّ منها فكيف أُعطيها شهوتها ))
31- وذُكر عند مخلد بن الحسين خُلق من أخلاق الصالحين فقال : لا تعرضن بذكرنا في ذكرهم *** ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
32- وقال بكر بن عبد الله المزني في يوم عرفة : (( ما أشرفه من مقام وأرجاه لولا أني فيهم ))
33- وقال عبد الله بن مسعود : (( لو علمتم ما أُغلِقَ عليه بابي ما تبعني منكم رجلان )).
-----------------------------------------
وفي كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل : أن رجلا من بني إسرائيل تعبد ستين سنة في طلب حاجة,فلم يظفر بها فقال في نفسه: والله لو كان فيك خير لظفرت بحاجتك , فأتي في منامه فقيل له :أرأيت ازدراءك نفسك تلك الساعة؟فإنه خير من عبادتك تلك السنين".
وذكر ابن أبي الدنيا عن مالك بن دينار قال :"إن قوما من بني إسرائيل كانوا في مسجد لهم في يوم عيد ,فجاء شاب حتى قام على باب المسجد فقال : ليس مثلي يدخل معكم,أنا صاحب كذا ,أنا صاحب كذا -يزري على نفسه- فأوحى الله إلى نبيهم : أن فلانا صديق".
وقد روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: لايفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله,ثم يرجع إلى نفسه فيكون أشد لها مقتا".
وقال مطرف بن عبدالله :لولا أعلم من نفسي لقليت الناس".
وقال مطرف في دعائه بعرفه : اللهم لا ترد الناس لأجلي.
وقال يونس بن عبيد :إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير , ماأعلم أن في نفسي منها واحدة".
وقال محمد بن واسع :لو كان للذنوب ريح,ماقدر أحد أن يجلس إلي.
وذكر ابن أبي الدنيا عن الخلد بن أيوب قال : كان راهب في بني اسرائيل في صومعة منذ ستين سنة فأتي في منامه.فقيل له :إن فلانا الإسكافي خير منك -ليلة بعد ليلة-فأتي الإسكافي فسأل عن عمله فقال : إني رجل لا يكاد يمر بي أحد إلا ظننت أنه في الجنة وأنا في النار".
وذكر داوود الطائي عند بعض الأمراء فأثنوا عليه فقال :لو يعلم الناس بعص مانحن فيه ماذل لنا لسان بذكر خير أبدا.
قال ابن أبي حاتم في تفسيره :سألت عائشة رضي الله عنها عن قول الله عزوجل (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) فقالت :يابني هؤلاء في الجنة , أما السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ,شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة والرزق , وأما المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه حتى لحق به وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم"فجعلت نفسها معنا.
جمعته من كتاب قيم لابن قيم الجوزية (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان)
----------------------------------------- أرجو ألا تنسونا من الدعاء -----------------------------------------
1- هذا الصديق – رضي الله عنه – يمسك لسانه ويقول (( هذا الذي أوردني المهالك )).
2- وهذا عمر – رضي الله عنه – يقول لحذيفة : (( هل أنا منهم ؟ – يعني من المنافقين – أَوَ سمّاني لكَ رسول الله ؟ ))
3- وقال حذيفة : (( لو جاءني رجل فقال لي : والله الذي لا إله إلا هو يا حذيفة ما عَملُكَ عَمَلُ من يؤمن بيوم الحساب ، لقلت له : يا هذا لا تكفِّر عن يمينك فإنك لا تحنث )) .
4- كان عبد الرحمن بن هرمز الأعرج كثيراً ما يعاتب نفسه ويوبخها ويقول لها : (( إن المنادي ينادي يوم القيامة : يا أهل خطيئة كذا قوموا ، فتقوم يا أعرج معهم ، ثم ينادي : يا أهل خطيئة كذا قوموا ، فتقوم يا أعرج معهم ، ثم ينادي يا أهل خطيئة كذا قوموا ، فتقوم يا أعرج معهم ، فأراك يا أعرج تقوم مع كل طائفة ))
5- وقال شعيب بن حرب : بينا أنا أطوف بالبيت إذا رجلٌ يشدُ ثوبي من خلفي فالتفت فإذا بفضيل ابن عياض ، فقال : لو شفعَ فيّ وفيك أهل السماء كنا أهلاً ألا يشفع فينا .
6- وكان الشافعي يقول : أحب الصالحين ولست منهم *** لعلي أن أنال بهم شفاعة وأكره من تجارته المعاصي *** وإن كنا سواءً في البضاعة
7- وعن يونس بن عبيد قال : (( إني لأعد مائة خصلة من خصال البر ، ما فيَّ منها خصلةُ واحدة )) .
8- وكان محمد بن واسع يقول : (( لو كان يوجد للذنوب ريح ، ما قدرتم أن تدنوا مني من نتن ريحي )) . وكان يقول : (( إنما هو عفو الله أو النار ))
9- وقال محمد بن أسلم الطوسي : (( قد سرتُ في الأرضِ ودرتُ فيها ، فبالذي لا إله إلا هو ما رأيت نفساً تصلي إلى القبلة شراً عندي من نفسي ))
10- كان عامر بن عبد قيس راهب العرب يقول : (( أأنا من أهل الجنة ؟ أَوَ مِثْلي يدخل الجنة ؟!!))
11- وكان الربيع بن خثيم يبكي حتى يبل لحيته ويقول : (( أدركنا أقواماً كنا في جنبهم لصوصاً ))
12- وكان أبو مسلم الخولاني يعلق السوط في مسجده ويقول : (( أنا أولى بالسياط من الدواب ))
13- عن سهل بن أسلم قال : كان بكر بن عبد الله المزني إذا رأى شيخاً قال : (( هذا خيرٌ مني ،عَبَدَ الله قبلي ، وإذا رأى شاباً قال : هذا خيرٌ مني ارتكبتُ من الذنوب أكثر مما ارتكب َ ))
14- وقال : (( إن عرض لك إبليس فقال إن لك فضلاً على أحد من أهل الإسلام فانظر ؛ فإن كان أكبر منك فقل : قد سبقني هذا بالإيمان والعمل الصالح فهو خير مني ، وإن كان أصغر منك فقل : قد سبقتُ هذا بالمعاصي والذنوب واستوجبتُ العقوبة فهو خيرٌ مني ، فإنك لا ترى أحداً من أهل الإسلام إلا وهو أكبر منك أو أصغر منك ))
15- وقال إبراهيم التيمي : (( ما عرضتُ عملي على قولي إلا خشيت أن أكون مكذباً ))
16- قال إبراهيم النخعي : (( لقد تكلمت .. ولو وجدت بداً ما تكلمت ، وإن زماناً أكون فيه فقيه الكوفة لزمان سوء ))
17- وعن سفيان عن أبيه عن إبراهيم قال : سألته عن شيء فجعل يتعجب ، يقول : اُحتِيجَ إليّ .. اُحتيج إليّ ..
18- وكان أيوب السختياني يقول : (( إذا ذكر الصالحون كنت منهم بمعزل ))
19- وقال الحسن البصري : (( صاحبت أقواماً فكنت بجنبهم كاللص ))
20- وكان سالم ابن عبد الله بن عمر في الحج فزاحم رجلاً فقال له الرجل : يا مرائي !! ، فقال : (( ما عرفني إلا أنت ))
21- وقال مالك بن دينار : (( إذا ذكر الصالحون فأفٍٍ لي وتُفّ ))
22- وعن علي بن المديني قال : (( كان سفيان إذا ُسئل عن شيء يقول : لا أُحِسن ، فيقولون : من نسأل ؟ فيقول : سل العلماء ، وسل الله التوفيق ))
23- وقال الفضيل بن عياض : (( من أراد أن ينظر إلى مراءٍ فلينظر إليَّ ))
24- قال الفضيل بن عياض عن نفسه : (( كيف ترى حال من كثرت ذنوبه ، وضعف عمله ، وفنى عمره ، ولم يتزود لمعاده ، ولم يتأهب للموت ، ولم يتزين للموت ، وتزيّن للدنيا ، هيه ، وقعد يحدث – يعني نفسه – واجتمعوا حولك يكتبون عنك ، بخ فقد تفرغّت للحديث . ثم قال : هاه – وتنفس طويلاً – ويحك أنت تحسن تحدّث؟؟ أو أنت أهلٌ أن يحمل عنك ؟؟ استحي يا أحمق بين الحمقان !! لولا قلة حيائك وصفاقة وجهك ما جلست تحدث وأنت أنت ، أما تعرف نفسك ؟ أما تذكر ما كنت ؟؟ وكيف كنت ؟؟ أما لو عرفوك ما جلسوا إليك ولا كتبوا عنك ، ولا سمعوا منك شيئاً أبدا )) .
25- وأخذ الفضيل بن عياض بيد سفيان بن عيينة خارج الحرم وقال له : إن كنت تظن أنه قد صلى إلى هذه القبلة من هو شرٌ مني ومنك فبئس ما تظن .
26- وعن جعفر بن برقان قال : بلغني عن يونس بن عبيد فضلٌ وصلاح ، فكتبت إليه : يا أخي ، اكتب لي بما أنت عليه ، فكتب إليه (( أتاني كتابك تسألني أنا أكتب إليك بما أنا عليه ، وأخبرك أني عرضتُ على نفسي أن تحب للناس ما تحب لها وتكره لهم ما تكره لها ؛ فإذا هي من ذاك ببعيد ، ثم عرضتُ عليها مرةً أخرى ترك ذكرهم إلا من خير ؛ فوجدت الصوم في اليوم الحار الشديد الحر بالهواجر بالبصرة أيسر عليها من ترك ذكرهم . هذا أمري يا أخي والسلام ))
27- قال خلف بن تميم : سمعت سفيان الثوري بمكة – وقد كثر الناس عليه – فسمعته يقول : (( ضاعت الأمة حين اُحتِيج إلى مثلي ))
28- وكان الحسن البصري – رحمه الله تعالى – كثيراً ما يعاتب نفسه ويوبخها بقوله : (( تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين ،وتفعلين فعل الفاسقين المرائين ، والله ما هذه صفات المخلصين ))
29- وعن حماد بن زيد قال : (( رجعنا من جنازة فدخلنا على عطاء السليمي ، فلما رآنا كأنه خاف أن يدخله شيء من العجب – أي لكثرتنا – فقال : (( اللهم لا تمقتنا – أو اللهم لا تمقتني ))
30- قال حذيفة المرعشي عن نفسه : (( ما في الأرض نفس أبغض إليّ منها فكيف أُعطيها شهوتها ))
31- وذُكر عند مخلد بن الحسين خُلق من أخلاق الصالحين فقال : لا تعرضن بذكرنا في ذكرهم *** ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
32- وقال بكر بن عبد الله المزني في يوم عرفة : (( ما أشرفه من مقام وأرجاه لولا أني فيهم ))
33- وقال عبد الله بن مسعود : (( لو علمتم ما أُغلِقَ عليه بابي ما تبعني منكم رجلان )).
-----------------------------------------
وفي كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل : أن رجلا من بني إسرائيل تعبد ستين سنة في طلب حاجة,فلم يظفر بها فقال في نفسه: والله لو كان فيك خير لظفرت بحاجتك , فأتي في منامه فقيل له :أرأيت ازدراءك نفسك تلك الساعة؟فإنه خير من عبادتك تلك السنين".
وذكر ابن أبي الدنيا عن مالك بن دينار قال :"إن قوما من بني إسرائيل كانوا في مسجد لهم في يوم عيد ,فجاء شاب حتى قام على باب المسجد فقال : ليس مثلي يدخل معكم,أنا صاحب كذا ,أنا صاحب كذا -يزري على نفسه- فأوحى الله إلى نبيهم : أن فلانا صديق".
وقد روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: لايفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله,ثم يرجع إلى نفسه فيكون أشد لها مقتا".
وقال مطرف بن عبدالله :لولا أعلم من نفسي لقليت الناس".
وقال مطرف في دعائه بعرفه : اللهم لا ترد الناس لأجلي.
وقال يونس بن عبيد :إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير , ماأعلم أن في نفسي منها واحدة".
وقال محمد بن واسع :لو كان للذنوب ريح,ماقدر أحد أن يجلس إلي.
وذكر ابن أبي الدنيا عن الخلد بن أيوب قال : كان راهب في بني اسرائيل في صومعة منذ ستين سنة فأتي في منامه.فقيل له :إن فلانا الإسكافي خير منك -ليلة بعد ليلة-فأتي الإسكافي فسأل عن عمله فقال : إني رجل لا يكاد يمر بي أحد إلا ظننت أنه في الجنة وأنا في النار".
وذكر داوود الطائي عند بعض الأمراء فأثنوا عليه فقال :لو يعلم الناس بعص مانحن فيه ماذل لنا لسان بذكر خير أبدا.
قال ابن أبي حاتم في تفسيره :سألت عائشة رضي الله عنها عن قول الله عزوجل (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) فقالت :يابني هؤلاء في الجنة , أما السابق بالخيرات فمن مضى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ,شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة والرزق , وأما المقتصد فمن اتبع أثره من أصحابه حتى لحق به وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلكم"فجعلت نفسها معنا.
جمعته من كتاب قيم لابن قيم الجوزية (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان)
----------------------------------------- أرجو ألا تنسونا من الدعاء -----------------------------------------