زاد ارتياح أم أمل و قالت بابتسامة واسعة: أنا أتمنى لكم الخير جميعا..
اقتربت أمل من والدتها وأمسكت بيدها ثم قبلتها وهي تقول: حفظك الله لي يا أمي..
ربتت والدتها بحنان على رأسها وهي تحمد الله، على الأقل أمل تعتبر سامي فعلا كأخ، لربما هذا سيجعله يغير طريقة تفكيره بها و يعدل عن ما يدور بذهنه.
بباريس، عاصمة الأناقة و الجمال كما يحب أن يسميها الفرنسيون، بدأ زوج حياتهما المشتركة منذ أيام، سلمى للآن لا تستطيع التصديق بأنها متزوجة من أحمد، تحس و كأنه حلم، ستصحو منه عاجلا أم آجلا..
كانت جالسة بحديقة المنزل، و نسيم الصباح العليل يداعب خصلات شعرها، عينيها مغمضتين، من يراها قد يعتقد أنها استسلمت للنوم، أحمد الذي كان يقترب منها ظن ذلك، لولا أنه سمعها تتمتم بصوت خافت: يا رب.. لو كان هذا حلما..فلا أريد أن أصحو منه.
ابتسم أحمد وجلس بجانبها ثم همس بأذنيها : هذا ليس حلما يا ملاكي، افتحي عينيك و أنت مطمئنة..
ابتسمت سلمى قبل أن تفتح عينيها وتنظر إليه ولم تنطق بأية كلمة، بل ظلت تتفرس ملامح وجهه، عيونها كانت تنطق بكلام كثير..كلام أحمد هو الوحيد القادر على فهمه..
قفز أحمد من مكانه بغتة وجلس على الأرض أمامها وهو يقول بطريقة مسرحية: أرجوك..أرجوك..ارحميني من هذه النظرات، إنها أسهم تخترق قلبي المسكين..
ضحكت سلمى على حركته هذه وهي تقول: لم أكن أعلم أنك ممثل بارع !!
رد عليها أحمد وهو يعود للجلوس بجانبها : أبدا، لست أمثل أنا أقول الصدق !
ثم أمسك بيدها وهو يكمل: أعتذر لأني سأضطر للذهاب للعمل الآن، كنت أود البقاء معك أكثر..
قالت سلمى برجاء: فلتؤجل عملك للغد، لم نقض معا سوى بضعة أيام وها أنت ستعود لعملك !
رد أحمد بابتسامة عريضة: يا عزيزتي تعرفين أن إجازتي قد انتهت، ويجب علي الذهاب اليوم..
ردت سلمى بحزن:حسنا..
أمسك أحمد بذقنها وقرب وجهها منه قليلا وهو يقول: لا أريد أن أرى بعينيك هذا الحزن، عندما أعود سنخرج سويا موافقة؟
عادت الابتسامة لوجه سلمى وهزت رأسها موافقة كطفلة صغيرة..
طبع أحمد قبلة على جبينها ثم قام واقفا واتجه نحو باب المنزل الرئيسي و قبل أن يخرج استدار باتجاهها ولوح بيده لها مودعا، وهو يحرك شفتيه بما معناه: أحبك..
نهضت سلمى من مكانها و دلفت لداخل المنزل، وهي تتساءل عما ستفعله لحين عودة أحمد، جلست على الأريكة بملل ووقعت عيونها على الهاتف فرفعته وهي تقول مبتسمة: سأتصل بأمل..
لكنها أعادت الهاتف لمكانه ونظرت للساعة بيدها و هي تتمتم: لكنها التاسعة الآن، بالإضافة لفارق التوقيت..لا زال الوقت مبكرا جدا عند أمل..
ثم ابتسمت بخبث و رفعت الهاتف ثانية وهي تقول: قد ارتاحت من إزعاجي بما يكفي..من المؤكد أنها اشتاقت له..
أخذت سلمى تنتظر ردا لمدة ليست بالقصيرة، إلى أن جاءها صوت أمل الناعس وهي تقول بخفوت : آلو ..من؟
وضعت سلمى يدها على فمها كي تمنع نفسها من الضحك وهي تقول : صباح الخير يا أمل..هل اشتقت إلي؟
بعد أن اغتسلت،نزلت أمل للمطبخ وحضرت لنفسها كوب قهوة لينشطها قليلا..ورجعت لغرفتها ثم فتحت حاسوبها الشخصي وهي لا زالت غاضبة من سلمى، كيف تجعلها تصحو في هذه الساعة المبكرة. ولماذا؟ لتحدثها على الماسنجر !!
تمتمت وهي تشغل البرنامج : أنا الغبية التي استمعت لما تقول، كان علي أن أقطع الاتصال فور أن سمعت صوتها !
لم تكد تنهي عبارتها حتى وجدت كلمات سلمى أمامها:
سلمى: ما كل هذا التأخير !
زفرت أمل بحدة و هي تكتب: أنت مزعجة.. كنت أعلم أني لن أرتاح منك حتى ولو سافرتي لأبعد بقاع الأرض !
سلمى: حسنا..بإمكانك الخروج إن أردت..
أمل: بعد أن قمتي بحرماني من نومي الهانئ تقولين لي.. أخرجي إن أردت !
سلمى: أعلم أنك لن تفعليها.. لأنك اشتقت إلي ..
أخيرا اختفت ملامح الغضب من وجه أمل و ابتسمت قبل أن تكتب: أبدا لم أشتق إليك..
سلمى: وأنا أيضا لم أشتق إليك !
ضحكت أمل ثم كتبت: أطلعيني الآن عن آخر أخبارك مع أحمد، وابعثي لي صوركما التي تحدثني عنها على الهاتف..
سلمى: سأبعثها الآن..انتهت إجازة أحمد وعاد للعمل.
أمل: بهذه السرعة !
سلمى: أجل.. للأسف. وأنت ما آخر أخبارك؟
أمل: لا شيء..أشعر بالملل و أود أن تبدأ الدراسة سريعا !!
سلمى: و سامي أترينه كثيرا؟
ابتسمت أمل، ظنت أن سلمى تريد الاطمئنان عليها، فقد تركتها وحدها فريسة سهلة لمضايقات سامي.
أمل: أراه كثيرا..عند زياراتي لوالدتك.
سلمى: وكيف حاله معك؟
أمل : أحسن من قبل بكثير، هل تصدقين.. أصبح بمقدوري أن أحظى بمحادثات هادئة معه دون أية مشاكل !
سلمى: ممتاز !!
أبعدت أمل أصابعها عن لوحة المفاتيح للحظة، ثم عادت تكتب: سلمى، أريد أن أسألك عن شيء..
سلمى: تفضلي طبعا !
ترددت أمل قليلا قبل أن تكتب : قد أخبرتني بأنك أحببتي أحمد منذ أول مرة رأيته فيها..
سلمى: صحيح..
كتبت أمل بسرعة قبل أن تعدل عن رأيها ولا تسأل سلمى: ما كان شعورك بالضبط لحظتها..
سلمى: قد حدثتك عن هذا أكثر من مرة !
أمل: لا بأس..أخبريني مرة أخرى لن تخسري شيئا..
سلمى: حسنا.. تعلمين انه طلب يدي لمجرد أنه على معرفة بوالدي، و أني كنت رافضة لهذا الموضوع، لكن والدي من أصر علي أن أراه قبل أن أقرر، كان يأمل أن أغير رأيي وهذا ما حصل فعلا..وافقت على لقاءه، وكان هذا فقط كي أرضي والدي.. مع إني كنت مقررة الرفض، مهما كان ما سيحدث في هذا اللقاء..
أمل : أكملي..
سلمى: لا أدري ما حدث حين رأيته..لكن شيئا بداخلي اهتز..لن أستطيع أن أصف لك بالضبط..
أمل : حاولي !
سلمى: سأحاول..أتعرفين.. كأن هناك يدا انتزعت قلبي ثم أعادته لمكانه..قواي خارت بمجرد أن تلاقت عيوني بعيونه..شعور غريب بالسلام و الاستسلام معا..وهو شعر بنفس الشيء أيضا ..شعور غريب.. لا أدري كيف أصف فعلا !
توقفت عيون أمل على كلمات سلمى و أخذت تقرأها و تعيد قراءتها قبل أن تكتب: يكفي ما قلت..
سلمى: لكن لم تسألين؟
أمل: لا لشيء..مجرد فضول.
سلمى: مجرد فضول.. أم أن هناك أخيرا من حرك مشاعرك؟
انتبهت أمل إلى أنها بأسئلتها أثارت شك صديقتها، لذا كتبت بسرعة:
لا أبدا !! صدقيني مجرد فضول..
سلمى: أصدقك..لكن أتوقع أن تتحرك مشاعرك النائمة هذه قريبا..
ضحكت أمل ثن كتبت: كيف؟ ومن سيحركها يا ترى..تعلمين أني أبعد ما يكون عن قصص الحب ولا أرى الآن أن لها مكانا بحياتي !
سلمى: ربما لست بعيدة عنها كما تظنين، وربما عليك أن تفتحي عينيك جيدا لتري أن لها مكانا بحياتك فعلا..
عقدت أمل حاجبيها بعد أن قرأت كلام سلمى ثم تمتمت: ما بهم جميعا يتحدثون بغموض ..لم أعد أفهم كلام أحد !
ثم كتبت: ماذا تقصدين؟
سلمى: لا شيء محدد..
توقف الاثنان عن الكتابة لدقيقة، و أمل كانت لازالت تتمعن كلمات سلمى، من المؤكد أنها تقصد شيئا !!
عادت سلمى تكتب شيئا ..عقدت أمل حاجبيها وهي تقرأ ..
سلمى: هناك أحيانا أشياء تكون بقربنا، لكننا لا نلاحظها.. لأننا تعودنا عليها، لا نشعر بها.. إلا حين نفقدها وتبتعد عنا..حينها فقط نندم.. ونتمنى لو أنا حافظنا عليها..أرجو أن لا يحدث هذا معك يا أمل !
صفحة جديدة
أفرغت أمل محتويات حقيبة يدها على السرير، وأخذت تبحث بينها بعصبية و هي تتمتم:
- أين وضعتكِ..أين ؟!
لكن يبدو أنها لم تجد ما تبحث عنه، فاتجهت لخزانة ملابسها، وبحثت فيها أيضا، ثم أغلقت باب الخزانة و أسرعت بالخروج من غرفتها ونزلت الدرج، اتجهت للصالة و أخذت تبحث فوق التلفاز، ربما تكون قد وضعتها هنا دون أن تنتبه ،لكنها أيضا لم تعثر على شيء.
فزفرت بحدة ثم قالت: أين وضعتها يا ترى !
ورفعت صوتها قليلا وهي تنادي والدتها: أمي، هل رأيت..
قطعت أمل جملتها حيت تذكرت بأن والدتها مع أم سامي بمنزلها ..
-أجل سامي..كيف نسيت ! قد قام بإيصالي للمنزل يومها، ربما سقطت مني بطاقة المكتبة في سيارته !
قالتها أمل و خرجت مسرعة من المنزل..
بمنزل سامي، كانت أم أمل و أم سامي جالستين بالحديقة، يتبادلان أطراف الحديث، لكن بمجرد أن لمحا أمل تدخل مسرعة من باب المنزل، توقفتا عن الكلام..
كما أن ملامح أم أمل بدا عليها بعض التوتر حين وقفت أمل أمامهما متسائلة :
- هل سامي هنا؟
قالت أم سامي بابتسامة عريضة: ما بك..هل أنت بحاجة ماسة إليه لدرجة جعلتك لا تسألين حتى عن أحوالي..
اقتربت أمل من والدتها وأمسكت بيدها ثم قبلتها وهي تقول: حفظك الله لي يا أمي..
ربتت والدتها بحنان على رأسها وهي تحمد الله، على الأقل أمل تعتبر سامي فعلا كأخ، لربما هذا سيجعله يغير طريقة تفكيره بها و يعدل عن ما يدور بذهنه.
بباريس، عاصمة الأناقة و الجمال كما يحب أن يسميها الفرنسيون، بدأ زوج حياتهما المشتركة منذ أيام، سلمى للآن لا تستطيع التصديق بأنها متزوجة من أحمد، تحس و كأنه حلم، ستصحو منه عاجلا أم آجلا..
كانت جالسة بحديقة المنزل، و نسيم الصباح العليل يداعب خصلات شعرها، عينيها مغمضتين، من يراها قد يعتقد أنها استسلمت للنوم، أحمد الذي كان يقترب منها ظن ذلك، لولا أنه سمعها تتمتم بصوت خافت: يا رب.. لو كان هذا حلما..فلا أريد أن أصحو منه.
ابتسم أحمد وجلس بجانبها ثم همس بأذنيها : هذا ليس حلما يا ملاكي، افتحي عينيك و أنت مطمئنة..
ابتسمت سلمى قبل أن تفتح عينيها وتنظر إليه ولم تنطق بأية كلمة، بل ظلت تتفرس ملامح وجهه، عيونها كانت تنطق بكلام كثير..كلام أحمد هو الوحيد القادر على فهمه..
قفز أحمد من مكانه بغتة وجلس على الأرض أمامها وهو يقول بطريقة مسرحية: أرجوك..أرجوك..ارحميني من هذه النظرات، إنها أسهم تخترق قلبي المسكين..
ضحكت سلمى على حركته هذه وهي تقول: لم أكن أعلم أنك ممثل بارع !!
رد عليها أحمد وهو يعود للجلوس بجانبها : أبدا، لست أمثل أنا أقول الصدق !
ثم أمسك بيدها وهو يكمل: أعتذر لأني سأضطر للذهاب للعمل الآن، كنت أود البقاء معك أكثر..
قالت سلمى برجاء: فلتؤجل عملك للغد، لم نقض معا سوى بضعة أيام وها أنت ستعود لعملك !
رد أحمد بابتسامة عريضة: يا عزيزتي تعرفين أن إجازتي قد انتهت، ويجب علي الذهاب اليوم..
ردت سلمى بحزن:حسنا..
أمسك أحمد بذقنها وقرب وجهها منه قليلا وهو يقول: لا أريد أن أرى بعينيك هذا الحزن، عندما أعود سنخرج سويا موافقة؟
عادت الابتسامة لوجه سلمى وهزت رأسها موافقة كطفلة صغيرة..
طبع أحمد قبلة على جبينها ثم قام واقفا واتجه نحو باب المنزل الرئيسي و قبل أن يخرج استدار باتجاهها ولوح بيده لها مودعا، وهو يحرك شفتيه بما معناه: أحبك..
نهضت سلمى من مكانها و دلفت لداخل المنزل، وهي تتساءل عما ستفعله لحين عودة أحمد، جلست على الأريكة بملل ووقعت عيونها على الهاتف فرفعته وهي تقول مبتسمة: سأتصل بأمل..
لكنها أعادت الهاتف لمكانه ونظرت للساعة بيدها و هي تتمتم: لكنها التاسعة الآن، بالإضافة لفارق التوقيت..لا زال الوقت مبكرا جدا عند أمل..
ثم ابتسمت بخبث و رفعت الهاتف ثانية وهي تقول: قد ارتاحت من إزعاجي بما يكفي..من المؤكد أنها اشتاقت له..
أخذت سلمى تنتظر ردا لمدة ليست بالقصيرة، إلى أن جاءها صوت أمل الناعس وهي تقول بخفوت : آلو ..من؟
وضعت سلمى يدها على فمها كي تمنع نفسها من الضحك وهي تقول : صباح الخير يا أمل..هل اشتقت إلي؟
بعد أن اغتسلت،نزلت أمل للمطبخ وحضرت لنفسها كوب قهوة لينشطها قليلا..ورجعت لغرفتها ثم فتحت حاسوبها الشخصي وهي لا زالت غاضبة من سلمى، كيف تجعلها تصحو في هذه الساعة المبكرة. ولماذا؟ لتحدثها على الماسنجر !!
تمتمت وهي تشغل البرنامج : أنا الغبية التي استمعت لما تقول، كان علي أن أقطع الاتصال فور أن سمعت صوتها !
لم تكد تنهي عبارتها حتى وجدت كلمات سلمى أمامها:
سلمى: ما كل هذا التأخير !
زفرت أمل بحدة و هي تكتب: أنت مزعجة.. كنت أعلم أني لن أرتاح منك حتى ولو سافرتي لأبعد بقاع الأرض !
سلمى: حسنا..بإمكانك الخروج إن أردت..
أمل: بعد أن قمتي بحرماني من نومي الهانئ تقولين لي.. أخرجي إن أردت !
سلمى: أعلم أنك لن تفعليها.. لأنك اشتقت إلي ..
أخيرا اختفت ملامح الغضب من وجه أمل و ابتسمت قبل أن تكتب: أبدا لم أشتق إليك..
سلمى: وأنا أيضا لم أشتق إليك !
ضحكت أمل ثم كتبت: أطلعيني الآن عن آخر أخبارك مع أحمد، وابعثي لي صوركما التي تحدثني عنها على الهاتف..
سلمى: سأبعثها الآن..انتهت إجازة أحمد وعاد للعمل.
أمل: بهذه السرعة !
سلمى: أجل.. للأسف. وأنت ما آخر أخبارك؟
أمل: لا شيء..أشعر بالملل و أود أن تبدأ الدراسة سريعا !!
سلمى: و سامي أترينه كثيرا؟
ابتسمت أمل، ظنت أن سلمى تريد الاطمئنان عليها، فقد تركتها وحدها فريسة سهلة لمضايقات سامي.
أمل: أراه كثيرا..عند زياراتي لوالدتك.
سلمى: وكيف حاله معك؟
أمل : أحسن من قبل بكثير، هل تصدقين.. أصبح بمقدوري أن أحظى بمحادثات هادئة معه دون أية مشاكل !
سلمى: ممتاز !!
أبعدت أمل أصابعها عن لوحة المفاتيح للحظة، ثم عادت تكتب: سلمى، أريد أن أسألك عن شيء..
سلمى: تفضلي طبعا !
ترددت أمل قليلا قبل أن تكتب : قد أخبرتني بأنك أحببتي أحمد منذ أول مرة رأيته فيها..
سلمى: صحيح..
كتبت أمل بسرعة قبل أن تعدل عن رأيها ولا تسأل سلمى: ما كان شعورك بالضبط لحظتها..
سلمى: قد حدثتك عن هذا أكثر من مرة !
أمل: لا بأس..أخبريني مرة أخرى لن تخسري شيئا..
سلمى: حسنا.. تعلمين انه طلب يدي لمجرد أنه على معرفة بوالدي، و أني كنت رافضة لهذا الموضوع، لكن والدي من أصر علي أن أراه قبل أن أقرر، كان يأمل أن أغير رأيي وهذا ما حصل فعلا..وافقت على لقاءه، وكان هذا فقط كي أرضي والدي.. مع إني كنت مقررة الرفض، مهما كان ما سيحدث في هذا اللقاء..
أمل : أكملي..
سلمى: لا أدري ما حدث حين رأيته..لكن شيئا بداخلي اهتز..لن أستطيع أن أصف لك بالضبط..
أمل : حاولي !
سلمى: سأحاول..أتعرفين.. كأن هناك يدا انتزعت قلبي ثم أعادته لمكانه..قواي خارت بمجرد أن تلاقت عيوني بعيونه..شعور غريب بالسلام و الاستسلام معا..وهو شعر بنفس الشيء أيضا ..شعور غريب.. لا أدري كيف أصف فعلا !
توقفت عيون أمل على كلمات سلمى و أخذت تقرأها و تعيد قراءتها قبل أن تكتب: يكفي ما قلت..
سلمى: لكن لم تسألين؟
أمل: لا لشيء..مجرد فضول.
سلمى: مجرد فضول.. أم أن هناك أخيرا من حرك مشاعرك؟
انتبهت أمل إلى أنها بأسئلتها أثارت شك صديقتها، لذا كتبت بسرعة:
لا أبدا !! صدقيني مجرد فضول..
سلمى: أصدقك..لكن أتوقع أن تتحرك مشاعرك النائمة هذه قريبا..
ضحكت أمل ثن كتبت: كيف؟ ومن سيحركها يا ترى..تعلمين أني أبعد ما يكون عن قصص الحب ولا أرى الآن أن لها مكانا بحياتي !
سلمى: ربما لست بعيدة عنها كما تظنين، وربما عليك أن تفتحي عينيك جيدا لتري أن لها مكانا بحياتك فعلا..
عقدت أمل حاجبيها بعد أن قرأت كلام سلمى ثم تمتمت: ما بهم جميعا يتحدثون بغموض ..لم أعد أفهم كلام أحد !
ثم كتبت: ماذا تقصدين؟
سلمى: لا شيء محدد..
توقف الاثنان عن الكتابة لدقيقة، و أمل كانت لازالت تتمعن كلمات سلمى، من المؤكد أنها تقصد شيئا !!
عادت سلمى تكتب شيئا ..عقدت أمل حاجبيها وهي تقرأ ..
سلمى: هناك أحيانا أشياء تكون بقربنا، لكننا لا نلاحظها.. لأننا تعودنا عليها، لا نشعر بها.. إلا حين نفقدها وتبتعد عنا..حينها فقط نندم.. ونتمنى لو أنا حافظنا عليها..أرجو أن لا يحدث هذا معك يا أمل !
صفحة جديدة
أفرغت أمل محتويات حقيبة يدها على السرير، وأخذت تبحث بينها بعصبية و هي تتمتم:
- أين وضعتكِ..أين ؟!
لكن يبدو أنها لم تجد ما تبحث عنه، فاتجهت لخزانة ملابسها، وبحثت فيها أيضا، ثم أغلقت باب الخزانة و أسرعت بالخروج من غرفتها ونزلت الدرج، اتجهت للصالة و أخذت تبحث فوق التلفاز، ربما تكون قد وضعتها هنا دون أن تنتبه ،لكنها أيضا لم تعثر على شيء.
فزفرت بحدة ثم قالت: أين وضعتها يا ترى !
ورفعت صوتها قليلا وهي تنادي والدتها: أمي، هل رأيت..
قطعت أمل جملتها حيت تذكرت بأن والدتها مع أم سامي بمنزلها ..
-أجل سامي..كيف نسيت ! قد قام بإيصالي للمنزل يومها، ربما سقطت مني بطاقة المكتبة في سيارته !
قالتها أمل و خرجت مسرعة من المنزل..
بمنزل سامي، كانت أم أمل و أم سامي جالستين بالحديقة، يتبادلان أطراف الحديث، لكن بمجرد أن لمحا أمل تدخل مسرعة من باب المنزل، توقفتا عن الكلام..
كما أن ملامح أم أمل بدا عليها بعض التوتر حين وقفت أمل أمامهما متسائلة :
- هل سامي هنا؟
قالت أم سامي بابتسامة عريضة: ما بك..هل أنت بحاجة ماسة إليه لدرجة جعلتك لا تسألين حتى عن أحوالي..