لَعَمـرُكَ مَا طـولُ هَـذا الزَمَـن
عَلـى الـمَـرءِ إِلاَّ عَنـاءٌ مُعَـن
يَظَـلُّ رَجيـماً لِرَيـبِ المَنـونِ
وَلِلسَقـمِ فِي أَهلِـهِ وَالـحَـزَن
وَهـالِـكِ أَهــلٍ يُجِنّـونَـهُ
كَآخَـرَ فِـي قَفـرَةٍ لَـم يُجَـن
وَما إِن أَرى الدَهـرَ فِـي صَرفِـهِ
يُـغـادِرُ مِـن شـارِخٍ أَو يَفَـن
فَهَـل يَمنَعَنّـي ارتِيـادي البِـلادَ
مِـن حَـذَرِ المَـوتِ أَن يَأتِيَـن
أَلَيـسَ أَخـو المَـوتِ مُستَوثِقـاً
عَلَـيَّ وَإِن قُلـتُ قَـد أَنسَـأَن
عَلَـيَّ رَقيـبٌ لَـهُ حـافِــظٌ
فَقُـل فِي امـرِئٍ غَلِـقٍ مُرتَهَـن
أَزالَ أُذَيـنَــةَ عَـن مُلـكِـهِ
وَأَخـرَجَ مِـن حِصنِـهِ ذا يَـزَن
وَخـانَ النَعيــمُ أَبـا مـالِـكٍ
وَأَيُّ امـرِئٍ لَـم يَخُنـهُ الزَمَـن
أَزالَ الـمُلـوكَ فَـأَفنـاهُــمُ
وَأَخـرَجَ مِـن بَيتِـهِ ذا حَــزَن
وَعَهـدُ الشَـبـابِ وَلَـذّاتُــهُ
فَـإِن يَـكُ ذَلِـكَ قَـد نُتَّـدَن
وَطاوَعـتُ ذا الحِلـمَ فَاقتادَنِـي
وَقَد كُنـتُ أَمنَـعُ مِنـهُ الرَسَـن
وَعاصَيـتُ قَلبِـيَ بَعـدَ الصَبَـى
وَأَمسـى وَما إِن لَهُ مِـن شَجَـن
فَقَد أَشـرَبُ الراحَ قَـد تَعلَميـنَ
يَـومَ الـمُقـامِ وَيَـومَ الظَعَـن
وَأَشرَبُ بِالريـفِ حَتَّـى يُقـالَ
قَد طالَ بِالريـفِ مَا قَـد دَجَـن
وَأَقـرَرتُ عَينِـي مِـنَ الغَنِيـاتِ
إِمَّــا نِكـاحـاً وَإِمّــا أُزَن
مِـن كُـلِّ بَيضـاءَ مَمكــورَةٍ
لَهـا بَشَـرٌ نـاصِـعٌ كَاللَبَــن
عَـريضَـةُ بـوصٍ إِذا أَدبَــرَت
هَضيـمُ الحَشاشَختَـةُ المُحتَضَـن
إِذا هُـنَّ نـازَلـنَ أَقـرانَهُــنَّ
وَكانَ المِصـاعُ بِما فِـي الجُـوَن
تُعـاطـي الضَجيـعَ إِذا أَقبَلَـت
بُعَيـدَ الرُقـادِ وَعِنـدَ الـوَسَـن
صَليفِيَّــةً طَـيِّـبـاً طَعمُهــا
لَهـا زَبَـدٌ بَيـنَ كــوبٍ وَدَن
يَصُـبُّ لَهـا الساقِيـانِ المِـزاجَ
مُنتَصَـفَ اللَيـلِ مِن مـاءِ شَـن
وَبَيـداءَ قَفـرٍ كَبُـردِ السَـديـرِ
مَشـارِبُهـا دائِــراتٌ أُجُــن
قَطَـعـتُ إِذا خَـبَّ رَيعـانُهـا
بِـدَوسَـرَةٍ جَسـرَةٍ كَالفَــدَن
بِحَقَّتِـها حُبِسَـت فِي اللَجيـنِ
حَتّى السَديـسُ لَهـا قَـد أَسَـن
وَطـالَ السَنـامُ عَلـى جَبلَــةٍ
كَخَلقـاءَ مِن هَضَبـاتِ الضَجَـن
فَـأَفنَيتُهـــا وَتَعـالَلتُهـــا
عَلى صَحصَـحٍ كَـرِداءِ الـرَدَن
تُراقِـبُ مِـن أَيـمَـنِ الجانِبَيـنِ
بِالكَفِّ مِن مُحصَـدٍ قَـد مَـرَن
تَيَمَّمـتُ قَيسـاً وَكَـم دونَــهُ
مِنَ الأَرضِ مِن مَهمَـهٍ ذِي شَـزَن
وَمِـن شانِـئٍ كاسِـفٍ وَجهُـهُ
إِذا مـا انتَسَبـتُ لَـهُ أَنكَــرَن
وَمِـن آجِـنٍ أَولَجَتـهُ الجَنـوبُ
دِمنَــةَ أَعطـانِـهِ فَانـدَفَــن
وَجـارٍ أُجــاوِرُهُ إِذ شَـتَـوتُ
غَيـرِ أَميــنٍ وَلا مُـؤتَمَــن
وَلَكِـنَّ رَبّـي كَفـى غُـربَتِـي
بِحَمـدِ الإِلَـهِ فَقَـد بَلَّـغَــن
أَخـا ثِـقَـةٍ عـالِيـاً كَعـبُـهُ
جَزيـلَ العَطـاءِ كَـريـمَ المِنَـن
كَـريـماً شَمائِلُـهُ مِـن بَنِـي
مُعـاوِيَـةَ الأَكـرَميـنَ السُنَـن
فَـإِن يَتبَعـوا أَمـرَهُ يَـرشُـدوا
وَإِن يَسـأَلـوا مـالَـهُ لا يَضِـن
وَإِن يُستَضـافـوا إِلَـى حُكمِـهِ
يُضـافُ إِلَـى هـادِنٍ قَـد رَزَن
وَمـا إِن عَلـى قَلبِـهِ غَمــرَةٌ
وَما إِن بِعَظـمٍ لَـهُ مِـن وَهَـن
وَمـا إِن عَلـى جـارِهِ تَلفَــةٌ
يُسـاقِطُهـا كَسِقـاطِ الغَبَــن
هُـوَ الواهِـبُ المِئَـةَ المُصطَفـاةَ
كَـالنَخـلِ زَيَّنَـها بِالـرَجَـن
وَكُلَّ كُمَيتٍ كَجِـذعِ الخِصـابِ
يَـرنـو القِنـاءَ إِذا مـا صَفَـن
تَـراهُ إِذا مَـا عَــدا صَحبُــهُ
بِجـانِبِـهِ مِثـلَ شــاةِ الأَرَن
أَضـافـوا إِلَيـهِ فَأَلـوى بِهِـم
تَقـولُ جُنـونـاً وَلَمّـا يُجَـنّ
وَلَـم يَلحَقـوهُ عَلـى شَـوطِـهِ
وَراجَـعَ مِـن ذِلَّـةٍ فَـاطمَـأَنّ
سَما بِتَليـلٍ كَجِـذعِ الخِصـابِ
حُـرِّ القَـذالِ طَـويـلِ الغُسَـن
فَـلأيـاً بِـلأيٍ حَمَلنـا الغُـلامَ
كَـرهـاً فَـأَرسَلَـهُ فَـامتَهَـن
كَـأَنَّ الغُـلامَ نَحـا لِلصُــوَارِ
أَزرَقَ ذا مَخلَـبٍ قَـد دَجَــن
يُسـافِـعُ وَرقـاءَ غـورِيَّــةً
لِيُـدرِكَهـا فِـي حَمـامٍ ثُكَـن
فَثابَـرَ بِالـرُمـحِ حَتّـى نَحـاهُ
فِـي كَفَـلٍ كَسَـراةِ المِـجَـن
تَرَى اللَحمَ مِـن ذابِـلٍ قَد ذَوى
وَرَطـبٍ يُـرَفَّـعُ فَـوقَ العُنَـن
يَطـوفُ العُـفـاةُ بِـأَبـوابِـهِ
كَطَوفِ النَصارى بِبَيـتِ الوَثَـن
هُوَ الواهِبُ المُسمِعـاتِ الشُـروبَ
بَيـنَ الحَـريـرِ وَبَيـنَ الكَتَـن
وَيُقبِـلُ ذُو البَـثِّ وَالـراغِبـونَ
فِي لَيلَـةٍ هِـيَ إِحـدى اللَـزَن
لِبَيتِــكَ إِذ بَعضُهُــم بَيتُــهُ
مِنَ الشَرِّ مَا فِيـهِ مِـن مُستَكَـن
وَلَم تَسعَ لِلحَربِ سَعـيَ امـرِئٍ
إِذا بِطـنَـةٌ راجَعَتـهُ سَـكَـن
تَـرَى هَمَّـهُ نَظَـراً خَصــرَهُ
وَهَمُّكَ فِي الغَـزوِ لا فِي السِمَـن
وَفِـي كُـلِّ عـامٍ لَـهُ غَـزوَةٌ
تَحُـتُّ الدَوابِـرَ حَـتَّ السَفَـن
حَجـونٌ تُظِـلُّ الفَتَـى جاذِبـاً
عَلى واسِطِ الكـورِ عِنـدَ الذَقَـن
تَرَى الشَيخَ مِنها لِحُـبِّ الإِيـابِ
يَـرجُـفُ كَالشَـرِفِ المُستَحِـن
فَلَـمّا رَأى القَـومُ مِـن ساعَـةٍ
مِنَ الـرَأيِ ما أَبصَـروهُ اِكتَمَـن
وَمـا بِالَّـذي أَبصَرَتـهُ العُيـونُ
مِن قَطـعِ يَـأسٍ وَلا مِـن يَقَـن
تُبـاري الـزِجـاجَ مَغاويـرُهـا
شَماطيـطَ فِي رَهَـجٍ كَالدَخَـن
تَـدُرُّ عَلـى أَسـوُقِ المُمتَـريـنَ
رَكضاً إِذا مَا السَـرابُ ارجَحَـن
فَيـا عَجَـبَ الرَهـنِ لِلقائِـلاتِ
مِن آخِـرِ اللَيـلِ مـاذا احتَجَـن
وَما قَد أَخَـذنَ وَما قَـد تَرَكـنَ
فِـي الحَـيِّ مِـن نِعمَـةٍ وَدِمَـن
وَأَقبَلـنَ يُعرِضـنَ نَحـوَ امـرِئٍ
إِذا كَسَـبَ المـالَ لَـم يَختَـزِن
وَلَكِـن عَلـى الحَمـدِ إِنفـاقُـهُ
وَقَـد يَشتَريـهِ بِأَغلـى الثَمَـن
وَلا يَـدَعُ الحَمـدَ أَو يَشتَـريـهِ
بِـوَشـكِ الفُتـورِ وَلا بِالتَـوَن
عَلَيهـِ سِـلاحُ امـرِئٍ مـاجِـدٍ
تَمَهَّلَ فِي الحَـربِ حَتّـى اثَّخَـن
سَلاجِمَ كَالنَحـلِ أَنـحَـى لَهـا
قَضيـبَ سَـراءٍ قَليـلَ الأُبَــن
وَذا هِـبَّـةٍ غـامِضـاً كَلمُــهُ
وَأَجـرَدَ مُطَّــرِداً كَالشَطَــن
وَبَيضـاءَ كَالنَهـيِ مَوضـونَـةً
لَها قَونَسٌ فَـوقَ جَيـبِ البَـدَن
وَقَد يَطعُنُ الفَـرجَ يَـومَ اللِقـاءِ
بِالرُمـحِ يَحبِـسُ أولَـى السُنَـن
فَهَـذا الثَنــاءُ وَإِنّـي امــرُؤٌ
إِلَيـكَ بِعَمـدٍ قَطَعـتُ القَـرَن
وَكُنـتُ امـرَأً زَمَنـاً بِالعِـراقِ
عَفيـفَ المُنـاخِ طَويـلَ التَغَـنّ
وَحَـولِـيَ بَكـرٌ وَأَشيـاعُهـا
وَلَسـتُ خَـلاةَ لِمَـن أَوعَـدَن
وَنُبِّئـتُ قَيســاً وَلَـم أَبلُــهُ
كَما زَعَمـوا خَيـرَ أَهلِ اليَمَـن
رَفيـعَ الوِسـادِ طَويـلَ النَجـادِ
ضَخمَ الدَسيعَـةِ رَحـبَ العَطَـن
يَـشُـقُّ الأُمــورَ وَيَجتـابُهـا
كَشَـقِّ القَـرارِيِّ ثَـوبَ الـرَدَن
فَجِئتُـكَ مُرتـادَ مـا خَـبَّـروا
وَلَـولا الَّـذي خَبَّـروا لَم تَـرَن
فَـلا تَحرِمَنّـي نَـداكَ الجَزيـلَ
فَإِنّي امـرُؤٌ قَبلَكُـم لَـم أُهَـن
عَلـى الـمَـرءِ إِلاَّ عَنـاءٌ مُعَـن
يَظَـلُّ رَجيـماً لِرَيـبِ المَنـونِ
وَلِلسَقـمِ فِي أَهلِـهِ وَالـحَـزَن
وَهـالِـكِ أَهــلٍ يُجِنّـونَـهُ
كَآخَـرَ فِـي قَفـرَةٍ لَـم يُجَـن
وَما إِن أَرى الدَهـرَ فِـي صَرفِـهِ
يُـغـادِرُ مِـن شـارِخٍ أَو يَفَـن
فَهَـل يَمنَعَنّـي ارتِيـادي البِـلادَ
مِـن حَـذَرِ المَـوتِ أَن يَأتِيَـن
أَلَيـسَ أَخـو المَـوتِ مُستَوثِقـاً
عَلَـيَّ وَإِن قُلـتُ قَـد أَنسَـأَن
عَلَـيَّ رَقيـبٌ لَـهُ حـافِــظٌ
فَقُـل فِي امـرِئٍ غَلِـقٍ مُرتَهَـن
أَزالَ أُذَيـنَــةَ عَـن مُلـكِـهِ
وَأَخـرَجَ مِـن حِصنِـهِ ذا يَـزَن
وَخـانَ النَعيــمُ أَبـا مـالِـكٍ
وَأَيُّ امـرِئٍ لَـم يَخُنـهُ الزَمَـن
أَزالَ الـمُلـوكَ فَـأَفنـاهُــمُ
وَأَخـرَجَ مِـن بَيتِـهِ ذا حَــزَن
وَعَهـدُ الشَـبـابِ وَلَـذّاتُــهُ
فَـإِن يَـكُ ذَلِـكَ قَـد نُتَّـدَن
وَطاوَعـتُ ذا الحِلـمَ فَاقتادَنِـي
وَقَد كُنـتُ أَمنَـعُ مِنـهُ الرَسَـن
وَعاصَيـتُ قَلبِـيَ بَعـدَ الصَبَـى
وَأَمسـى وَما إِن لَهُ مِـن شَجَـن
فَقَد أَشـرَبُ الراحَ قَـد تَعلَميـنَ
يَـومَ الـمُقـامِ وَيَـومَ الظَعَـن
وَأَشرَبُ بِالريـفِ حَتَّـى يُقـالَ
قَد طالَ بِالريـفِ مَا قَـد دَجَـن
وَأَقـرَرتُ عَينِـي مِـنَ الغَنِيـاتِ
إِمَّــا نِكـاحـاً وَإِمّــا أُزَن
مِـن كُـلِّ بَيضـاءَ مَمكــورَةٍ
لَهـا بَشَـرٌ نـاصِـعٌ كَاللَبَــن
عَـريضَـةُ بـوصٍ إِذا أَدبَــرَت
هَضيـمُ الحَشاشَختَـةُ المُحتَضَـن
إِذا هُـنَّ نـازَلـنَ أَقـرانَهُــنَّ
وَكانَ المِصـاعُ بِما فِـي الجُـوَن
تُعـاطـي الضَجيـعَ إِذا أَقبَلَـت
بُعَيـدَ الرُقـادِ وَعِنـدَ الـوَسَـن
صَليفِيَّــةً طَـيِّـبـاً طَعمُهــا
لَهـا زَبَـدٌ بَيـنَ كــوبٍ وَدَن
يَصُـبُّ لَهـا الساقِيـانِ المِـزاجَ
مُنتَصَـفَ اللَيـلِ مِن مـاءِ شَـن
وَبَيـداءَ قَفـرٍ كَبُـردِ السَـديـرِ
مَشـارِبُهـا دائِــراتٌ أُجُــن
قَطَـعـتُ إِذا خَـبَّ رَيعـانُهـا
بِـدَوسَـرَةٍ جَسـرَةٍ كَالفَــدَن
بِحَقَّتِـها حُبِسَـت فِي اللَجيـنِ
حَتّى السَديـسُ لَهـا قَـد أَسَـن
وَطـالَ السَنـامُ عَلـى جَبلَــةٍ
كَخَلقـاءَ مِن هَضَبـاتِ الضَجَـن
فَـأَفنَيتُهـــا وَتَعـالَلتُهـــا
عَلى صَحصَـحٍ كَـرِداءِ الـرَدَن
تُراقِـبُ مِـن أَيـمَـنِ الجانِبَيـنِ
بِالكَفِّ مِن مُحصَـدٍ قَـد مَـرَن
تَيَمَّمـتُ قَيسـاً وَكَـم دونَــهُ
مِنَ الأَرضِ مِن مَهمَـهٍ ذِي شَـزَن
وَمِـن شانِـئٍ كاسِـفٍ وَجهُـهُ
إِذا مـا انتَسَبـتُ لَـهُ أَنكَــرَن
وَمِـن آجِـنٍ أَولَجَتـهُ الجَنـوبُ
دِمنَــةَ أَعطـانِـهِ فَانـدَفَــن
وَجـارٍ أُجــاوِرُهُ إِذ شَـتَـوتُ
غَيـرِ أَميــنٍ وَلا مُـؤتَمَــن
وَلَكِـنَّ رَبّـي كَفـى غُـربَتِـي
بِحَمـدِ الإِلَـهِ فَقَـد بَلَّـغَــن
أَخـا ثِـقَـةٍ عـالِيـاً كَعـبُـهُ
جَزيـلَ العَطـاءِ كَـريـمَ المِنَـن
كَـريـماً شَمائِلُـهُ مِـن بَنِـي
مُعـاوِيَـةَ الأَكـرَميـنَ السُنَـن
فَـإِن يَتبَعـوا أَمـرَهُ يَـرشُـدوا
وَإِن يَسـأَلـوا مـالَـهُ لا يَضِـن
وَإِن يُستَضـافـوا إِلَـى حُكمِـهِ
يُضـافُ إِلَـى هـادِنٍ قَـد رَزَن
وَمـا إِن عَلـى قَلبِـهِ غَمــرَةٌ
وَما إِن بِعَظـمٍ لَـهُ مِـن وَهَـن
وَمـا إِن عَلـى جـارِهِ تَلفَــةٌ
يُسـاقِطُهـا كَسِقـاطِ الغَبَــن
هُـوَ الواهِـبُ المِئَـةَ المُصطَفـاةَ
كَـالنَخـلِ زَيَّنَـها بِالـرَجَـن
وَكُلَّ كُمَيتٍ كَجِـذعِ الخِصـابِ
يَـرنـو القِنـاءَ إِذا مـا صَفَـن
تَـراهُ إِذا مَـا عَــدا صَحبُــهُ
بِجـانِبِـهِ مِثـلَ شــاةِ الأَرَن
أَضـافـوا إِلَيـهِ فَأَلـوى بِهِـم
تَقـولُ جُنـونـاً وَلَمّـا يُجَـنّ
وَلَـم يَلحَقـوهُ عَلـى شَـوطِـهِ
وَراجَـعَ مِـن ذِلَّـةٍ فَـاطمَـأَنّ
سَما بِتَليـلٍ كَجِـذعِ الخِصـابِ
حُـرِّ القَـذالِ طَـويـلِ الغُسَـن
فَـلأيـاً بِـلأيٍ حَمَلنـا الغُـلامَ
كَـرهـاً فَـأَرسَلَـهُ فَـامتَهَـن
كَـأَنَّ الغُـلامَ نَحـا لِلصُــوَارِ
أَزرَقَ ذا مَخلَـبٍ قَـد دَجَــن
يُسـافِـعُ وَرقـاءَ غـورِيَّــةً
لِيُـدرِكَهـا فِـي حَمـامٍ ثُكَـن
فَثابَـرَ بِالـرُمـحِ حَتّـى نَحـاهُ
فِـي كَفَـلٍ كَسَـراةِ المِـجَـن
تَرَى اللَحمَ مِـن ذابِـلٍ قَد ذَوى
وَرَطـبٍ يُـرَفَّـعُ فَـوقَ العُنَـن
يَطـوفُ العُـفـاةُ بِـأَبـوابِـهِ
كَطَوفِ النَصارى بِبَيـتِ الوَثَـن
هُوَ الواهِبُ المُسمِعـاتِ الشُـروبَ
بَيـنَ الحَـريـرِ وَبَيـنَ الكَتَـن
وَيُقبِـلُ ذُو البَـثِّ وَالـراغِبـونَ
فِي لَيلَـةٍ هِـيَ إِحـدى اللَـزَن
لِبَيتِــكَ إِذ بَعضُهُــم بَيتُــهُ
مِنَ الشَرِّ مَا فِيـهِ مِـن مُستَكَـن
وَلَم تَسعَ لِلحَربِ سَعـيَ امـرِئٍ
إِذا بِطـنَـةٌ راجَعَتـهُ سَـكَـن
تَـرَى هَمَّـهُ نَظَـراً خَصــرَهُ
وَهَمُّكَ فِي الغَـزوِ لا فِي السِمَـن
وَفِـي كُـلِّ عـامٍ لَـهُ غَـزوَةٌ
تَحُـتُّ الدَوابِـرَ حَـتَّ السَفَـن
حَجـونٌ تُظِـلُّ الفَتَـى جاذِبـاً
عَلى واسِطِ الكـورِ عِنـدَ الذَقَـن
تَرَى الشَيخَ مِنها لِحُـبِّ الإِيـابِ
يَـرجُـفُ كَالشَـرِفِ المُستَحِـن
فَلَـمّا رَأى القَـومُ مِـن ساعَـةٍ
مِنَ الـرَأيِ ما أَبصَـروهُ اِكتَمَـن
وَمـا بِالَّـذي أَبصَرَتـهُ العُيـونُ
مِن قَطـعِ يَـأسٍ وَلا مِـن يَقَـن
تُبـاري الـزِجـاجَ مَغاويـرُهـا
شَماطيـطَ فِي رَهَـجٍ كَالدَخَـن
تَـدُرُّ عَلـى أَسـوُقِ المُمتَـريـنَ
رَكضاً إِذا مَا السَـرابُ ارجَحَـن
فَيـا عَجَـبَ الرَهـنِ لِلقائِـلاتِ
مِن آخِـرِ اللَيـلِ مـاذا احتَجَـن
وَما قَد أَخَـذنَ وَما قَـد تَرَكـنَ
فِـي الحَـيِّ مِـن نِعمَـةٍ وَدِمَـن
وَأَقبَلـنَ يُعرِضـنَ نَحـوَ امـرِئٍ
إِذا كَسَـبَ المـالَ لَـم يَختَـزِن
وَلَكِـن عَلـى الحَمـدِ إِنفـاقُـهُ
وَقَـد يَشتَريـهِ بِأَغلـى الثَمَـن
وَلا يَـدَعُ الحَمـدَ أَو يَشتَـريـهِ
بِـوَشـكِ الفُتـورِ وَلا بِالتَـوَن
عَلَيهـِ سِـلاحُ امـرِئٍ مـاجِـدٍ
تَمَهَّلَ فِي الحَـربِ حَتّـى اثَّخَـن
سَلاجِمَ كَالنَحـلِ أَنـحَـى لَهـا
قَضيـبَ سَـراءٍ قَليـلَ الأُبَــن
وَذا هِـبَّـةٍ غـامِضـاً كَلمُــهُ
وَأَجـرَدَ مُطَّــرِداً كَالشَطَــن
وَبَيضـاءَ كَالنَهـيِ مَوضـونَـةً
لَها قَونَسٌ فَـوقَ جَيـبِ البَـدَن
وَقَد يَطعُنُ الفَـرجَ يَـومَ اللِقـاءِ
بِالرُمـحِ يَحبِـسُ أولَـى السُنَـن
فَهَـذا الثَنــاءُ وَإِنّـي امــرُؤٌ
إِلَيـكَ بِعَمـدٍ قَطَعـتُ القَـرَن
وَكُنـتُ امـرَأً زَمَنـاً بِالعِـراقِ
عَفيـفَ المُنـاخِ طَويـلَ التَغَـنّ
وَحَـولِـيَ بَكـرٌ وَأَشيـاعُهـا
وَلَسـتُ خَـلاةَ لِمَـن أَوعَـدَن
وَنُبِّئـتُ قَيســاً وَلَـم أَبلُــهُ
كَما زَعَمـوا خَيـرَ أَهلِ اليَمَـن
رَفيـعَ الوِسـادِ طَويـلَ النَجـادِ
ضَخمَ الدَسيعَـةِ رَحـبَ العَطَـن
يَـشُـقُّ الأُمــورَ وَيَجتـابُهـا
كَشَـقِّ القَـرارِيِّ ثَـوبَ الـرَدَن
فَجِئتُـكَ مُرتـادَ مـا خَـبَّـروا
وَلَـولا الَّـذي خَبَّـروا لَم تَـرَن
فَـلا تَحرِمَنّـي نَـداكَ الجَزيـلَ
فَإِنّي امـرُؤٌ قَبلَكُـم لَـم أُهَـن