هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    مهفهفة والسحرعنترة

    djalal-dz
    djalal-dz
    النائب العام للمدير
    النائب العام للمدير


    عدد الرسائل : 726
    تاريخ التسجيل : 29/04/2008

    مهفهفة والسحرعنترة Empty مهفهفة والسحرعنترة

    مُساهمة  djalal-dz 16/5/2008, 06:27






    إِذا الريحُ هَبَّت مِن رُبَى العَلَمَ السَّعدي

    طَفا بَردُها حَـرَّ الصَّبَابَـةِ وَالوَجـدِ

    وَذَكَّرَنِي قَوماً حَفِظـتُ عُهودَهُـم

    فَما عَرِفوا قَدري وَلا حَفِظوا عَهدي

    وَلَولا فَتـاةٌ فِـي الخِيـامِ مُقيمَـةٌ

    لَمَا اختَرتُ قُربَ الدَّارِ يَوماً عَلى البُعدِ

    مُهَفهَفَةٌ وَالسِّحـرُ مِـن لَحَظاتِهـا

    إِذا كَلَّمَت مَيتاً يَقـومُ مِـنَ اللَّحـدِ

    أَشارَت إِلَيها الشَّمسُ عِنـدَ غُروبِهـا

    تَقولُ إِذا اِسوَدَّ الدُّجَى فَاطلِعِي بَعدي

    وَقالَ لَها البَدرُ المُنيـرُ أَلا اسفِـري

    فَإِنَّكِ مِثلِي فِي الكَمالِ وَفِي السَّعـدِ

    فَوَلَّت حَيـاءً ثُـمَّ أَرخَـت لِثامَهـا

    وَقَد نَثَرَت مِن خَدِّها رَطِـبَ الـوَردِ

    وَسَلَّت حُساماً مِن سَواجي جُفونِهـا

    كَسَيفِ أَبيها القاطِعِ المُرهَـفِ الحَـدِّ

    تُقاتِلُ عَيناها بِهِ وَهوَ مُغمَـدٌ وَمِـن

    عَجَبٍ أَن يَقطَعَ السيفُ فِي الغِمـدِ

    مُرَنَّحَةُ الأَعطافِ مَهضومَـةُ الحَشـا

    مُنَعَّمَـةُ الأَطـرافِ مائِسَـةُ القَـدِّ

    يَبيتُ فُتاتُ المِسكِ تَحـتَ لِثامِهـا

    فَيَـزدادُ مِـن أَنفاسِهـا أَرَجُ النَـدِّ

    وَيَطلَعُ ضَوءُ الصُبحِ تَحـتَ جَبينِهـا

    فَيَغشاهُ لَيلٌ مِن دُجَى شَعرِها الجَعـدِ

    وَبَيـنَ ثَناياهـا إِذا مـا تَبَسَّمَـت

    مُديرُ مُدامٍ يَمـزُجُ الـرَّاحَ بِالشَّهـدِ

    شَكا نَحرُهـا مِن عَقدِهـا مُتَظَلِّمـاً

    فَواحَرَبـا مِن ذَلِكَ النَّحـرِ وَالعِقـدِ

    فَهَل تَسمَحُ الأَيّـامُ يا ابنَـةَ مـالِكٍ

    بِوَصلٍ يُدَاوي القَلبَ مِن أَلَمِ الصَّـدِّ

    سَأَحلُمُ عَن قَومي وَلَو سَفَكوا دَمـي

    وَأَجرَعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ المَلا وَحدي

    وَحَقِّكِ أَشجانِـي التَباعُـدُ بَعدَكُـم

    فَهَل أَنتُمُ أَشجاكُمُ البُعدُ مِن بَعـدي

    حَـذِرتُ مِنَ البَيـنِ المُفَـرِّقِ بَينَنـا

    وَقَد كانَ ظَنِّي لا أُفارِقُكُـم جَهـدي

    فَإِن عايَنَت عَينِـي المَطايـا وَرَكبُهـا

    فَرَشتُ لَدى أَخفافِها صَفحَـةَ الخَـدِّ

      الوقت/التاريخ الآن هو 11/5/2024, 03:44