بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله الذي جعل لنا ديناً قويماً وهدانا صراطاً مستقيماً وأرسل إلينا رسولاً رؤوفاً رحيماً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين جاهدوا في سبيل الله جهاداً عظيماً. أما بعد ...
فإن قضية التأليف بين فصائل الأمة والسعي في إصلاح ذات بينها وجمع شملها على الحق والهدى ورأب صدعها والتقريب بين فئاتها المتنازعة من أعظم أصول الإسلام ومن أفضل أبواب الخير وضرب من ضروب الجهاد في سبيل الله، والأمة لم تؤت من ثغرةٍ مثل ما أُتِيَت من جانب فرقتها وتنازعها والصراع بينها، فاستحقت وعيد الله: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فخرجت كثير من الطوائف التي تتسمى بالإسلام وليس لها من الإسلام نصيب، ونادت بآراء وعقائد غريبة عن الإسلام وبعيدة عن كتاب الله وسنة رسوله، وكان أنكى صراع وأطول نزاع وأخطر اختلاف ما حصل بين أهل السنة والشيعة فلقد شهد التاريخ أحداثاً داميةً تمثلت في الصراع العنيف الذي دار بين الطائفتين واستمر قائماً إلي يومنا هذا.
وفي هذا العصر قامت محاولات كثيرة للتقريب بين أهل السنة والشيعة وهذه المحاولات مبنية على أنه لا خلاف بين أهل السنة والشيعة في شيء من أصول الإيمان أو أركان الإسلام أو ما عُلِم من الدين بالضرورة، وإنما هو خلاف في بعض المسائل الفلسفية والآراء الكلامية التي لا صلة لها بأصول العقيدة، وبناءً على هذا طالب الشيعة باعتبار مذهبهم مذهباً خامساً ونجحوا في تحقيق بعض ذلك وأصدر "شلتوت" فتواه بجواز التعبد بالمذهب الجعفري، وفي المقابل أصدر الشيعة فتوى بعدم جواز التعبد بالمذاهب الأربعة ونشر الشيعة في ديار السنة بعض كتبهم العقائدية والفقهية والتاريخية وهي كتب مشتملة على المحرف والمبدل وعلى سب الصحابة فنشروا كل ذلك ودعوا إليه سالكين في سبيل ذلك مختلف الطرق آخذين بشتى الوسائل والسبل في محاولة منهم لاستدراج كثير من المسلمين الغافلين إلى المذهب الفاسد تحت أغطية كثيرة منها إدعاء حب أهل البيت، وزعمهم أن الصحابة دفعوهم عن حقهم، وغصبوهم إياه، وتواطأوا على ظلمهم، وغير تلك من المزاعم التي تعد عند أرباب العقول إفكاً غير مقبول. لذلك كله كان لزاماً على كل من عرف الحق أن يصدع به ويبينه للناس قال تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون)، وهذه الورقات ضُمِّنت أصول الخلاف وأسسه حتى تستبين سبيل المؤمنين من سبيل المجرمين ولعل هذا من أهداف التفصيل القرآني قال تعالى: (وكذلك نفصِّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين).
متى بدأ التشيّع: أو متى ظهرت الشيعة؟
تكلم في ذلك علماء السنة وحرروا المقال وحققوا التاريخ، كما تكلم علماء الشيعة في ذلك وحرفوا المقال وزيفوا التاريخ ، وقد ألّف الشيعة في هذا أساطير وقصص طويلة مثل كتاب السقيفة أو كتاب سليم بن قيس العامري.
أما أهل السنة فيقولون: إن التشيّع لعلي بدأ بمقتل عثمان رضي الله عنه. يقول ابن حزم: "ثم ولي عثمان وبقي اثنا عشر عاماً وبموته حصل الاختلاف وابتدأ أمر الروافض"، والذي تولّى غرس بذرة الرفض والتشيع هو عبد الله بن سبأ اليهودي الذي بدأ حركته في أواخر عهد عثمان، يقول ابن تيمية في المجلد الرابع: "وأول من ابتدع القول بالعصمة لعلي وبالنص عليه في الخلافة هو رأس هؤلاء المنافقين، عبد الله بن سبأ، الذي كان يهوديا فأظهر الإسلام وأراد فساد الدين كما أفسد بولص دين النصارى" [الفتاوى 4/518]. وأكدت طائفة كبيرة من الباحثين القدماء والمعاصرين أن ابن سبأ أساس المذهب الشيعي والحجر الأول في بنائه، وقد تواتر ذكره في كتب السنة والشيعة على حد سواء يقول عالمهم الكشي في كتابه المعروف بـ "رجال الكشي" وهو أقدم كتب الشيعة المعتمدة في علم الرجال: "إن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو - كذا - فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي مثل ذلك، وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وكفّرهم. من هنا قال من خالف الشيعة إن اصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية" هذا ما جاء عن ابن سبأ في "رجال الكشي" الذي يعتبرونه أحد الأصول الأربعة التي عليها المعول في تراجم الرجال.
مقدمة
الحمد لله الذي جعل لنا ديناً قويماً وهدانا صراطاً مستقيماً وأرسل إلينا رسولاً رؤوفاً رحيماً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين جاهدوا في سبيل الله جهاداً عظيماً. أما بعد ...
فإن قضية التأليف بين فصائل الأمة والسعي في إصلاح ذات بينها وجمع شملها على الحق والهدى ورأب صدعها والتقريب بين فئاتها المتنازعة من أعظم أصول الإسلام ومن أفضل أبواب الخير وضرب من ضروب الجهاد في سبيل الله، والأمة لم تؤت من ثغرةٍ مثل ما أُتِيَت من جانب فرقتها وتنازعها والصراع بينها، فاستحقت وعيد الله: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) فخرجت كثير من الطوائف التي تتسمى بالإسلام وليس لها من الإسلام نصيب، ونادت بآراء وعقائد غريبة عن الإسلام وبعيدة عن كتاب الله وسنة رسوله، وكان أنكى صراع وأطول نزاع وأخطر اختلاف ما حصل بين أهل السنة والشيعة فلقد شهد التاريخ أحداثاً داميةً تمثلت في الصراع العنيف الذي دار بين الطائفتين واستمر قائماً إلي يومنا هذا.
وفي هذا العصر قامت محاولات كثيرة للتقريب بين أهل السنة والشيعة وهذه المحاولات مبنية على أنه لا خلاف بين أهل السنة والشيعة في شيء من أصول الإيمان أو أركان الإسلام أو ما عُلِم من الدين بالضرورة، وإنما هو خلاف في بعض المسائل الفلسفية والآراء الكلامية التي لا صلة لها بأصول العقيدة، وبناءً على هذا طالب الشيعة باعتبار مذهبهم مذهباً خامساً ونجحوا في تحقيق بعض ذلك وأصدر "شلتوت" فتواه بجواز التعبد بالمذهب الجعفري، وفي المقابل أصدر الشيعة فتوى بعدم جواز التعبد بالمذاهب الأربعة ونشر الشيعة في ديار السنة بعض كتبهم العقائدية والفقهية والتاريخية وهي كتب مشتملة على المحرف والمبدل وعلى سب الصحابة فنشروا كل ذلك ودعوا إليه سالكين في سبيل ذلك مختلف الطرق آخذين بشتى الوسائل والسبل في محاولة منهم لاستدراج كثير من المسلمين الغافلين إلى المذهب الفاسد تحت أغطية كثيرة منها إدعاء حب أهل البيت، وزعمهم أن الصحابة دفعوهم عن حقهم، وغصبوهم إياه، وتواطأوا على ظلمهم، وغير تلك من المزاعم التي تعد عند أرباب العقول إفكاً غير مقبول. لذلك كله كان لزاماً على كل من عرف الحق أن يصدع به ويبينه للناس قال تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون)، وهذه الورقات ضُمِّنت أصول الخلاف وأسسه حتى تستبين سبيل المؤمنين من سبيل المجرمين ولعل هذا من أهداف التفصيل القرآني قال تعالى: (وكذلك نفصِّل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين).
متى بدأ التشيّع: أو متى ظهرت الشيعة؟
تكلم في ذلك علماء السنة وحرروا المقال وحققوا التاريخ، كما تكلم علماء الشيعة في ذلك وحرفوا المقال وزيفوا التاريخ ، وقد ألّف الشيعة في هذا أساطير وقصص طويلة مثل كتاب السقيفة أو كتاب سليم بن قيس العامري.
أما أهل السنة فيقولون: إن التشيّع لعلي بدأ بمقتل عثمان رضي الله عنه. يقول ابن حزم: "ثم ولي عثمان وبقي اثنا عشر عاماً وبموته حصل الاختلاف وابتدأ أمر الروافض"، والذي تولّى غرس بذرة الرفض والتشيع هو عبد الله بن سبأ اليهودي الذي بدأ حركته في أواخر عهد عثمان، يقول ابن تيمية في المجلد الرابع: "وأول من ابتدع القول بالعصمة لعلي وبالنص عليه في الخلافة هو رأس هؤلاء المنافقين، عبد الله بن سبأ، الذي كان يهوديا فأظهر الإسلام وأراد فساد الدين كما أفسد بولص دين النصارى" [الفتاوى 4/518]. وأكدت طائفة كبيرة من الباحثين القدماء والمعاصرين أن ابن سبأ أساس المذهب الشيعي والحجر الأول في بنائه، وقد تواتر ذكره في كتب السنة والشيعة على حد سواء يقول عالمهم الكشي في كتابه المعروف بـ "رجال الكشي" وهو أقدم كتب الشيعة المعتمدة في علم الرجال: "إن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو - كذا - فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي مثل ذلك، وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وكفّرهم. من هنا قال من خالف الشيعة إن اصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية" هذا ما جاء عن ابن سبأ في "رجال الكشي" الذي يعتبرونه أحد الأصول الأربعة التي عليها المعول في تراجم الرجال.