حــادثــة الإفـْــك
كـمـا روتـهـا أم الـمـؤمـنـيـن عائـشـة رضي الله عـنـهـا وأرضـاهـا
عـن عـائشـة رضي الله عـنها وأرضـاهـا قــالــت :
كـان رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم إذا أراد سـفـرًا أقـرَعَ بـيـن نـسـائـه ، فـأيّـتـهـن خـرج سـهـمـهـا خـرج بـهـا مـعـه . فـلـمـا كـان غـزوة بـنـي الـمُـصـطـلِـق أقـرع بـيـن نـسـائـه كـمـا كـان يـصـنـع ـ فـخـرج سـهـمـي عـلـيـهـن مـعـه ، فـخـرج بـي رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم .
وكـان الـنـسـاء إذ ذاك إنـمـا يـأكـلـن الـعُـلـَـق ( قـدر مـا يـمـسـك الـرّمَـق ) لـم يُـهـيّـجـهـنّ الـلـحـم ( غـيـر سـمـيـنـات ) فـيـثـقـلـن ، وكـنـت إذا رُحّـل لـي بـعـيـري جـلـسـت فـي هـودجـي ، ثـم يـأتـي الـقـوم الـذيـن كـانـوا يُـرَحِّـلـون لـي فـيـحـمـلـونـنـي ويـأخـذون بـأسـفـل الـهـودج ، فـيـرفـعـونـه فـيـضـعـونـه عـلـى ظـهـر الـبـعـيـر فـيـشـدّون حـبـالـه ، ثـم يـأخـذون بـرأس الـبـعـيـر فـيـنـطـلـقـون بـي .
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*
فـلـمـا فـرغ رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم مـن سـفـره وجّـه قـافـلا ، حـتـى إذا كـان قـريـبـا مـن الـمـديـنـة نـزل مـنـزلا فـبـات بـه بـعـض الـلـيـل ، ثـم أذن مـؤذن فـي الـنـاس بـالـرحـيـل ، فـارتـحـل الـنـاس ، وخـرجـت لـبـعـض حـاجـتـي وفـي عـنـقـي عِـقـدٌ لـي فـيـه جَـزْع ظـفـار ( خـرز يـمـانـي ) فـلـمـا فـرغـت انـسـلّ مـن عـنـقـي ولا أدري .
فـلـمـا رجـعـت إلـى الـرّحـْـل ذهـبـت ألـتـمـسـه فـي عـنـقـي فـلـم أجـده ــ وقـد أخـذ الـنـاس فـي الـرحـيـل ــ فـرجـعـت إلـى مـكـانـي الـذي ذهـبـت إلـيـه فـالـتـمـسـتـه حـتـى وجـدتـه ، وجـاء الـقـوم خِـلافـي ، الـذيـن كـانـوا يُـرحِّـلـون لـي الـبـعـيـر ، وقـد كـانـوا فـرغـوا مـن رَحـْـلـتـه ، فـأخـذوا الـهـودج وهـم يـظـنـون أنـّي فـيـه كـمـا كـنـت أصـنـع ، فـاحـتـمـلـوه فـشـدّوه عـلـى الـبـعـيـر ولـم يـشـكـّوا أنـي فـيـه ، ثـم أخـذوا بـرأس الـبـعـيـر فـانـطـلـقـوا بـه .
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*
فـرجـعـت إلـى الـمـعـسـكـر ومـا فـيـه مـن داع ( أحَــد ) ولا مـجـيـب ، قـد انـطـلـق الـنـاس ، فـتـلـفـّـفـت بـجـلـبـابـي ، ثـم اضـطـجـعـت فـي مـكـانـي ، وعـرفـت أن لـو افـتـُـقِــدت لـرجـع الـنـاس إلـيّ .
فـوالله إنـي لـمـضـطـجـعـة إذ مـرّ بـي صـفـوان بـن الـمُـعَـطِـّـل الـسّـلـمـي ، وكـان قـد تـخـلـف عـن الـعـسـكـر لـبـعـض حـاجـاتـه ، فـلـم يَـبـت مـع الـنـاس ، فـرأى سـوادي ، فـأقـبـل حـتـى وقـف عـلـيّ ـــ وقـد كـان يـرانـي قـبـل أن يُـضـرب عـلـيـنـا الـحـجـاب ــ
فـلـمـا رآنـي قــال : إنـّا لله وإنـّا إلـيـه راجـعـون ، ظـعـيـنـة رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم .
وأنـا مـتـلـفـفـة فـي ثـيـابـي .
ثـم قـال : مـا خـلـّـفـَـكِ يـرحـمـك الله ؟
فـمـا كـلـّـمـتـه !! .
ثـم قـرّب إلـيّ الـبـعـيـر فـقـال : اركـبـي .
فـاسـتـأخـر عـنـي وركـبـت ، وأخـذ بـرأس الـبـعـيـر فـانـطـلـق سـريـعًـا يـطـلـب الـنـاس ، فـوالله مـا أدركـنـا الـنـاس ومـا افـتـُـقِـدت حـتـى أصـبـحـت ، ونـزل الـنـاس ، فـلـمـا اطـمـأنـوا طـلـع الـرجـل يـقـود بـي .
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*
فـقـالـوا أهـل الإفـك مـا قـالـوا ، فارتـعـج ( اضطرب ) الـعـسـكـر ، ووالله مـا أعـلـم بـشـيء مـن ذلـك .
ثـم قـدمـنـا الـمـديـنـة فـلـم ألـبـث أن اشـتـكـيـت ( مرضت ) شـكـوى شـديـدة لا يَـبـلـغـنـي مـن ذلـك شـيء ، وقـد انـتـهـى الـحـديـث إلـى رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم وإلـى أبَـويّ لا يـذكـرون لـي مـنـه قـلـيـلا ولا كـثـيـرا ، إلا أنـي قـد أنـكـرت مـن رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم بـعـض لـطـفـه بـي ، كـنـت إذا اشـتـكـيـت رحـمـنـي ولـطـف بـي ، فـلـم يـفـعـل ذلـك بـي فـي شـكـواي تـلـك ، فـأنـكـرت ذلـك مـنـه .
كـان إذا دخـل عـلـيّ وعـنـدي أمـي تـمَـرّضـنـي ، قـال : (( كـيـف تـيـكـم )) ( أسلوب مخاطبة يدل على لطـف من حيث هو سؤال ، وعلى نوع جفاء لأنه اسم إشارة ) لا يـزيـد عـلـى ذلـك . حـتـى وجـدت فـي نـفـسـي حـيـن رأيـت مـا رأيـت مـن جـفـائه لـي .
فـقـلـت : يـا رسـول الله لـو أذنـت لـي فـانـتـقـلـت إلـى أمـي فـمـرّضـتـنـي .
قـال رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم : (( لا عـلـيـك )) .
فـانـقـلـبـت إلـى أمـي ، ولا عِـلـم لـي بـشـيء مـمـا كـان ، حـتـى نـَـقِـهـْـت ( بـرئـت قـلـيـلا ) مـن وجـعـي بـعـد بـضـع وعـشـريـن لـيـلـة .
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*
وكُـنـّا قـومـا عَـرَبـًا لا نـتـخـذ فـي بـيـوتـنـا هـذه الـكُـنـُـف ( دورات المياه ) الـتـي تـتـخـذهـا الأعـاجـم نـعـافـهـا ونـكـرهـهـا ، إنـمـا كُـنـّا نـخـرج فـي فـُسَـح ( صـحـراء )الـمـديـنـة ، وكـانـت الـنـسـاء يـخـرجـن كـل لـيـلـة فـي حـوائـجـهـن .
فـخـرجـت لـيـلـة لـبـعـض حـاجـتـي ومـعـي أم مِـسْـطـح ( مسطح لقب واسمه عوف ) ابـنـة أبـي رُهْـم بـن الـمـطـلـب . فـوالله إنـهـا لـتـمـشـي مـعـي إذ عـثـرت فـي مـرطـهـا ( ثـوبـهـا ) .
فـقـالـت : تـعِـسَ مِـسْـطـح ( هـلـك ) .
قـلـت : بـئـس ـ لـعـمر الله ـ مـا قـلـت لـرجـل مـن الـمهـاجـريـن وقـد شـهـد بـدرًا !!! .
قـالـت : أوَمَـا بـلـغـك الـخـبـر يـا بـنـت أبـي بـكـر ؟
قـلـت : ومـا الـخـبـر ؟
فـأخـبـرتـنـي بـالـذي كـان مـن قـول أهـل الإفـك .
قـلـت : أوَكـان هـذا ؟
قـالـت : نـعـم ـ والله ـ لـقـد كـان .
فـوالله مـا قـدرت عـلـى أن أقـضـي حـاجـتـي ورجـعـت ، فـوالله مـا زلـت أبـكـي حـتـى ظـنـنـت أن الـبـكـاء سـيـصـدع كـبـدي .
فـقـلـت لأمـي : يـغـفـر الله لـك ! تـحـدّث الـنـاس بـمـا تـحـدثـوا بـه ، ولا تـذكـريـن لـي مـن ذلـك شـيء .
قـالـت : أي بُـنـيّـة ، خـفـفـي عـلـيـك الـشـأن ، فـوالله لـقـلـّـمـا كـانـت امـرأة حـسـنـاء عـنـد رجـل يـحـبـهـا لـهـا ضـرائـر ( امرأة زوجها ) إلا كـثــّـرْنَ وكـثــّـرَ الـنـاس عـلـيـهـا .
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*
ثـم إن رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم قـام فـخـطـب فـي الـنـاس ــ ولا أعـلـم بـذلـك ــ فـحـمـد الله وأثـنـى عـلـيـه ثـم قـال :
(( أيـهـا الـنـاس ، مـا بـال رجـال يـؤذونـنـي فـي أهـلـي ويـقـولـون عـلـيـهـم غـيـر الـحـق ، والله مـا عـلـمـت مـنـهـم إلا خـيـرًا ، ويـقـولـون ذلـك لـرجـل ــ والله ــ مـا عـلـمـت مـنـه إلا خـيـرًا ، ولا يـدخـل بـيـتـا مـن بـيـوتـي إلا وهـو مـعـي )) .
فـلـمـا قـال رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم تـلـك الـمـقـالـة ........
قـال أسَـيـْـد بـن حُـضـَـيـْـر رضي الله عـنـه :
يـا رسـول الله إن يـكـونـوا مـن الأوس نـَـكـْـفِـكـَهـُـم ، وإن يـكـونـوا مـن إخـوانـنـا مـن الـخـزرج فـمُـرْنـا بـأمـرك ، فـوالله إنـهـم لأهـل أن تـُضـرب أعـنـاقـهـم .
فـقـام سـعـد بـن عـبـادة ـــ وكـان قـبـل ذلـك يُـرَى رجـلا صـالـحـا ــ فـقـال :
كـذبـت ــ لـعـمـر الله ــ مـا تـُضـرب أعـنـاقـهـم ، أمـا والله مـا قـلـت هـذه الـمـقـالـة إلا أنـك عـرفـت أنـهـم مـن الـخـزرج ، ولـو كـانـوا مـن قـومـك مـا قـلـت هـذا .
فـقـال أسَـيـْـد بـن حُـضـَـيْـر :
كـذبـت ــ لـعـمـر الله ــ ولـكـنـك مـنـافـق تـجـادل عـن الـمـنـافـقـيـن .
وتـسـاور الـنـاس ( قـام بـعـضـهـم إلـى بـعـض ) حـتـى كـاد يـكـون بـيـن الـحـيّـيْـن مـن الأوس والـخـزرج شـر .....
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*
وكـان كِـبْـرُ ذلـك عـنـد عـبـدالله بـن أبـي سـلـول فـي رجـال مـن الـخـزرج مـع الـذي قـال مـسـطـح وحَـمْـنـة بـنـت جـحـش ، وذلـك أن أخـتـهـا زيـنـب بـنـت جـحـش كـانـت عـنـد رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم ، ولـم تـكـن امـرأة مـن نـسـائه تـُـنـاصـيـنـي ( تـنـازعـنـي وتـُـبـاريـنـي ) فـي الـمـنـزلـة عـنـده غـيـرهـا . فـأمّـا زيـنـب فـعـصـمـهـا الله بـديـنـهـا فـلـم تـقـُـلْ إلا خـيـرًا، وأمـا حـمـنـة فـأشـاعـت مـن ذلـك مـا أشـاعـت تـضـادّنـي لأخـتـهـا ، فـشـقِـيَـتْ بـذلـك .
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*
ونـزل رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم فـدخـل عـلـيّ ، فـدعـا عـلـي بـن أبـي طـالـب ، وأسـامـة بـن زيـد فـاسـتـشـارهـمـا .
فـأمـا أسـامـة فـأثـنـى خـيـرًا وقـالـه ثـم قـال :
يـا رسـول الله أهـلـك ومـا نـعـلـم مـنـهـم إلا خـيـرًا ، وهـذا الـكـذب والـبـاطـل .
وأمـا عـلـي بـن أبـي طـالـب فـإنـه قـال :
يـا رسـول الله إن الـنـسـاء لـكـثـيـر ، وإنـك لـقـادر عـلـى أن تـسـتـخـلـف ، وسَـل ِ الـجـاريـة فـإنـهـا سـتـصْــدُقــُـك ، فـدعـا رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم بـريـرة يـسـألـهـا ، فـقـام إلـيـهـا عـلـي رضي الله عـنـه فـضـربـهـا ضـربًـا شـديـدًا ويـقـول : إصـدقـي رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم .
قـالـت الـجـاريـة : والله مـا أعـلـم إلا خـيـرًا ، ومـا كـنـت أعـيـب عـلـى عـائـشـة شـيـئـا إلا أنـي كـنـت أعـجـن عـجـيـنـي فـآمـرهـا أن تـحـفـظـه فـتـنـام عـنـه ، فـتـأتـي الـشـاة فـتـأكـلـه !! .
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*
ثـم دخـل عـلـيّ رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم وعـنـدي أبـواي ، وعـنـدي امـرأة مـن الأنـصـار وأنـا أبـكـي وهـي تـبـكـي ، فـجـلـس فـحـمـدالله وأثـنـى عـلـيـه ثـم قــال :
(( يـا عـائـشـة ، إنـه قـد كـان مـا بـلـغـك مـن قـول الـنـاس ، فـاتـّـقـي الله ، وإن كـنـت قـارفـت ( قـاربـت ودانـيـت ) سـوءًا مـمـا يـقـول الـنـاس فـتـوبـي إلـى الله ، فـإن الله يـقـبـل الـتـوبـة عـن عـبـاده )) .
فـوالله إن هـو إلا أن قـال لـي ذلـك فـقـَـلـَصَ دمـعـي ( ارتفع وذهب ) حـتـى مـا أحـس مـنـه شـيـئـا ، وانـتـظـرت أبـويّ أن يُـجـيـبـا عـنـي رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم فـلـم يـتـكـلـمـا .
فـلـمـا لـم أرَ أبـوي يـتـكـلـمـان قـلـت لـهـمـا :
ألا تـجـيـبـان رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم ؟
فـقـالا : والله مـا نـدري بـمـا نـجـيـبـه .
ووالله مـا أعـلـم أهـل بـيـت دخـل عـلـيـهـم مـا دخـل عـلـى آل أبـي بـكـر رضي الله عـنـه فـي تـلـك الأيـام ، فـلـمـا اسـتـعـجـمـا عـلـيّ ( سَــكـَـتــَـا ) اسـتـعـبـرت فـبـكـيـت ثـم قـلـت :
والله لا أتـوب إلـى الله مما ذكـرتَ أبـدًا ، والله إنـي لأعـلـم لـئـن أقـررت بـمـا يـقـول الـنـاس ــ والله يـعـلـم أنـي مـنـه بـريـئـه ــ لأقـولـنّ مـا لـم يـكـن ، ولـئـن أنـكـرت مـا يـقـولـون لا تـصـدّقـونـنـي .
ثـم الـتـمـسـت اسـم يـعـقـوب عـلـيـه الـسـلام فـلـم أذكـره .
فـقـلـت : ولـكـن سـأقـول كـمـا قـال أبـو يـوسـف !!!! { فـصـبـر جـمـيـل والله الـمـسـتـعـان عـلـى مـا تـصـفـون } .
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*
فـوالله مـا بـرح رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم مـجـلـسـه حـتـى تـغـشـّـاه مـن الله مـا كـان يـتـغـشـّاه ، فـسُـجّـِيَ بـثـوبـه ( غـُـطِــّيَ ) ووضِـعَـت وسـادة مـن أدم ( جـلـد ) تـحـت رأسـه ، فـأما أنـا حـيـن رأيـت مـن ذلـك مـا رأيـت فـوالله مـا فـزعـت ومـا بـالـيـت ، قـد عـرفـت أنـّي بـريـئـة ، وأن الله غـيـر ظـالـمـي .، وأمـا أبـواي فـوالـذي نـفـس عـائـشـة بـيـده مـا سُـرّيَ عـن رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم حـتـى ظـنـنـت لـتـخـرجـنّ أنـفـسـهـمـا فـرَقـا ( خـوفـًا ) مـن أن يـأتـي مـن الله تـحـقـيـق مـا قـال الـنـاس .
ثـم سُـرّيَ عـن رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم فـجـلـس وإنـه لـيـتـحـدّر ( يـنـزل ويـقـطـر ) مـن وجـهـه مـثـل الـجُـمـان فـي يـوم شـاتٍ ، فـجـعـل يـمـسـح الـعـرق عـن وجـهـه ويـقـول :
(( أبـشـري يـا عـائـشـة ! قـد أنـزل الله عـزّ وجـلّ بـراءتـك )) .
قــلــتُ : الـحـمـد لله .
ــ وأيْمُ الله ــ لأنـا كـنـت أحـقـرَ فـي نـفـسـي وأصـغـر شـأنـًا مـن أن يُـنـزل الله فِـيّ قـرآنـا يُـقـرأ بـه ويُصـلـّى بـه ، ولـكـنـي كـنـت أرجـو أن يـرى الـنـبـي صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم فـي نـومـه شـيـئـا يُـكـذب الله بـه عـنـي ، لِـمَـا يـعـلـم مـن بـراءتـي ، ويـخـبـر خـبـرا ، وأمـا قـرآنـا يُـنـزل فـيّ فـوالله لـنـفـسـي كـانـت أحـقـر عـنـدي مـن ذلـك .
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*
ثـم خـرج رسـول الله صـلـى الله عـلـيـه وسـلـم إلـى الـنـاس فـخـطـبـهـم وتـلا عـلـيـهـم مـا أنـزل الله عَـزّ وجَـلّ مـن الـقـرآن فـي ذلـك { إن الـذيـن جـاءو بـالإفـك عُـصْـبَـة مـنـكـم } الـعـشـر آيـات كـلـهـا .
ثـم أمـر بـمـسـطـح بـن أثـاثـة وحـسـان بـن ثـابـت ، وحـمـنـة بـنـت جـحـش ــ وكـانـوا ممن أفـصـح بـألـفـاحـشـة ــ فـضـُربـوا حـدّهـم .
أخـرجـه : الـبـخـاري و مسلم ، و أبوداود ، و الـتـرمـذي .
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~ *
إن الـمـتـقـيـن فـي جَــنــّـات ونـهَــر
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*
فـي مـقـعـد صِـدق ٍ عـنـد مـلـيـكٍ مـقـتـدر
*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~*~~~~