''وقالت اليهود يد الله مغلولة غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء'' سورة المائدة الآية .64
الذي قال يد الله مغلولة هو فنحاص بن عازُوراء من اليهود وأصحابه. انظر جامع البيان للطبري 6/,194 وابن كثير في تفسيره 3/.138 واليد في كلام العرب تكون للجارحة كقوله تعالى: ''وخذ بيدك ضغثا'' ص.24 والجارحة محال على الله تعالى، وتأتي اليد بمعنى النعمة، تقول العرب: كم يدٌ لي عند فلان، أي كم نعمة لي قد أسديتها له، وتكون بمعنى القوة: كقوله تعالى: ''واذكر عبدنا داوود ذا الأيد'' ص .17 أي ذا القوة. وتأتي بمعنى الملك والقدرة، كقوله تعالى: ''قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء'' آل عمران .73 وتكون بمعنى الصلة، كقوله تعالى: ''مما عملت أيدينا أنعاما'' يس .71 أي مما عملنا نحن وهي كقوله ''أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح'' البقرة .227 وعقدة النكاح لا توجد بيد الأولياء وإنما معناها الذي له عقدة النكاح. وتكون بمعنى التأييد والنصرة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: ''يد الله مع القاضي حتى يقضي، والقاسم حتى يقسم''. وتكون لإضافة الفعل إلى المخبر عنه تشريفا له وتكريما، قال الله تعالى: ''يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي'' ص .75 فلا يجوز أن يحمل على الجارحة ومذهب السلف رضي الله عنهم الإقرار والإمرار والسكوت عن تحديد معنى للآيات. أما مذهب بعض السلف وجمهور الخلف فهو حمل الآية على مقتضى اللغة العربية، لأن القرآن نزل بلغتهم وكلا المذهبين حق مؤصّل بأدلته. والباطل هو مذهب الحشوية الذي يحمل الآيات على الظاهر المتبادر لأذهان الحشوية، ثم يتسترون بمذهب السلف. بينما مذهب السلف هو السكوت عن تحديد المعنى وليس الحمل على الظاهر المتبادل لأذهان الحشوية. وقوله تعالى: ''غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا'' أي غلّت في الآخرة، ويجوز أن يكون دعاء عليهم، وكذا قوله تعالى: ''ولعنوا بما قالوا'' وهذه لعنة من الله تعالى على هذا الجنس المتجرّئ على الله تعالى. وقوله تعالى: ''بل يداه مبسوطتان'' أي نعمته مبسوطة ''ينفق كيف يشاء'' أي يرزق كما يريد فهو صاحب الإرادة المطلقة لا يعجزه شيء سبحانه.
الذي قال يد الله مغلولة هو فنحاص بن عازُوراء من اليهود وأصحابه. انظر جامع البيان للطبري 6/,194 وابن كثير في تفسيره 3/.138 واليد في كلام العرب تكون للجارحة كقوله تعالى: ''وخذ بيدك ضغثا'' ص.24 والجارحة محال على الله تعالى، وتأتي اليد بمعنى النعمة، تقول العرب: كم يدٌ لي عند فلان، أي كم نعمة لي قد أسديتها له، وتكون بمعنى القوة: كقوله تعالى: ''واذكر عبدنا داوود ذا الأيد'' ص .17 أي ذا القوة. وتأتي بمعنى الملك والقدرة، كقوله تعالى: ''قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء'' آل عمران .73 وتكون بمعنى الصلة، كقوله تعالى: ''مما عملت أيدينا أنعاما'' يس .71 أي مما عملنا نحن وهي كقوله ''أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح'' البقرة .227 وعقدة النكاح لا توجد بيد الأولياء وإنما معناها الذي له عقدة النكاح. وتكون بمعنى التأييد والنصرة، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: ''يد الله مع القاضي حتى يقضي، والقاسم حتى يقسم''. وتكون لإضافة الفعل إلى المخبر عنه تشريفا له وتكريما، قال الله تعالى: ''يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي'' ص .75 فلا يجوز أن يحمل على الجارحة ومذهب السلف رضي الله عنهم الإقرار والإمرار والسكوت عن تحديد معنى للآيات. أما مذهب بعض السلف وجمهور الخلف فهو حمل الآية على مقتضى اللغة العربية، لأن القرآن نزل بلغتهم وكلا المذهبين حق مؤصّل بأدلته. والباطل هو مذهب الحشوية الذي يحمل الآيات على الظاهر المتبادر لأذهان الحشوية، ثم يتسترون بمذهب السلف. بينما مذهب السلف هو السكوت عن تحديد المعنى وليس الحمل على الظاهر المتبادل لأذهان الحشوية. وقوله تعالى: ''غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا'' أي غلّت في الآخرة، ويجوز أن يكون دعاء عليهم، وكذا قوله تعالى: ''ولعنوا بما قالوا'' وهذه لعنة من الله تعالى على هذا الجنس المتجرّئ على الله تعالى. وقوله تعالى: ''بل يداه مبسوطتان'' أي نعمته مبسوطة ''ينفق كيف يشاء'' أي يرزق كما يريد فهو صاحب الإرادة المطلقة لا يعجزه شيء سبحانه.