قبل ثلاث سنوات تقريباً أعلنت محطة CNN الإخبارية عن مسابقة حول إعادة تسمية "الإنفجار الغظيم"، وأعلنت المحطة المذكورة بأن التسمية التي تطلق على بداية تكون الكون: "الانفجار العظيم The Big Bang" لا تليق به، وأن هذه التسمية تحتوي على معانٍ تعطي تصوراً خاطئاً عن كيفية تكون الكون. وعرضت CNN جائزة لمن يقدم أفضل تسمية لتلك اللحظة الأولى التي تكون فيها الكون.
قبل أن نعرف ما المشكلة في التسمية دعنا بداية نتعرف على الكون الذي نعيش فيه. لقد أشرت في السابق عن حالة الكون من اتساع دائم، فالله سبحانه يقول "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" وتحدثنا عن النظريات التي تدعم فكرة الاتساع الدائم. فإذا كان الكون في حالة اتساع دائم فذلك يعني أن الكون يكبر في الحجم لحظة بعد لحظة، وهذا يعني أنه إذا رجعنا إلى للخلف وعكسنا الوقت لوجدنا أن الكون يصغر شيئا فشيء، أليس كذلك؟ إلى إي حد سيصغر الكون؟
لا أحد يعرف كيف كان الكون في اللحظة الأولى من ولادته وذلك لأن درجة حرارته كانت مرتفعة جداً كما يقول العلماء، والقواعد الفيزيائية المعروفة اليوم لا تنطبق على طبيعة الكون في تلك اللحظة. ولكن بعد وجود الكون بزمن قدره 0.0001 من الثانية كانت درجة حرارته 1000 مليار (1000,000,000,000) درجة مئوية تقريباً، واحتوى الكون آنذاك على «المادة» (Matter) و«المادة الضد» (Anti-matter) وهما في حالة استقرار حيث لا تجتمعان بسبب الحرارة العالية (إن اجتمعتا المادة والمادة الضد ألغيتا بعضهما البعض). ويقول العلماء أن المادة كانت تفوق المادة الضد بمقدار مليار (1000,000,000 وحدة) تقريباً. فعندما انخفضت درجة حرارة الكون إلى 10 مليارات مئوية أو مائة مرة أقل من البداية سمح للخليط من المادة والمادة الضد بالاجتماع، عندئذ بدأت «البروتونات» (Protons) و«البروتونات الضد» (Anti-protons) بإلغاء بعضها البعض بالاتحاد، وفي ثوان لاحقة بعد ذلك بدأت درجة الحرارة تنخفض قليلاً وبدأت «الإلكترونات» (Electrons) و«الإلكترونات الضد» (Anti-electrons) بالاتحاد ومن ثم إلغاء نفسها.
وعندما أصبح عمر الكون ما يقارب الدقيقة ونصف الدقيقة انخفضت درجة حرارته إلى المليار درجة مئوية تقريبا، عندها بدأت النيوترونات تتحلل إلى بروتونات وإلكترونات، وبدأت البروتونات تجتذب النيوترونات وتلتصق بها لتكون أنوية ذرات الهيدروجين الثقيل ومن ثم الهيليوم. كل ذلك والكون في حالة تمزق واتساع شديد.
فبعد مئات الآلاف من السنين وحينما كانت درجة حرارة الكون مناسبة بدأت الإلكترونات تحوم حول البروتونات والنيوترونات لتكوين الذرات، وبعدها بملايين السنين بدأت المجرات بالظهور، ولم تتكون النجوم إلا بعد مليارات السنين. وقد قدر العلماء أن عمر الكون الذي نعيش فيه هو 15 مليار سنة تقريباً.
والمعروف أن الكون لم يكن سوى نقطة صغيرة نسبياً تحتوي على كل ما هو موجود حولنا من العناصر. وكما هو معروف فإن كل عنصر يتكون من ذرات، وكل ذرة تحتوي على نواة تدور حولها إلكترونات. والمعروف أيضاً أن الذي يشغل حجم الذرة بشكل كبير جداً هو الفضاء الذي تدور فيه الإلكترونات، ولتمثيل الذرة بشيء مشابه في الفكرة نقول أن الإلكترونات هي الكواكب ونواة الذرة هي الشمس، والكواكب تدور حول الشمس (طبعاً الصورة الحقيقة ليست كذلك، وإنما هذا مجرد تشبيه للفهم، ففي الواقع لا توجد صورة واضحة للذرة من الداخل). من المعروف أن هناك فضاء كبير بين الكواكب والشمس وهذا هو الحال في الذرة، فهي تحتوي على فراغ أكثر مما تحتوي على مادة. لذلك لو تصورنا قطر نواة الذرة مثلاً بحجم البرتقالة فإن قطر الذرة بأكملها يصل إلى 3.2 كيلومتراً تقريباً.
وعلى هذا فلو ضغطت المواد الصلبة فإنها تتحول إلى حجم أصغر مما هي عليه الآن. وغير ذلك فإن المواد الأولية في الذرة كالإلكترونات والبروتونات والنيوترونات إنما لها القابلية أن تتحول إلى طاقة، فمن الممكن تحويل المادة إلى طاقة والطاقة إلى مادة. وعملية تحويل المادة إلى طاقة يحتاج إلى درجات عالية من الحرارة، وقد علمنا أن الكون في بداياته إنما كان قطعة ملتهبة من النار إن صح التعبير، وإذا علمنا أن الطاقة لا تحتاج إلى حيز كبير من الفراغ لتشغله سنعلم أن الكون كان صغيراً جداً في بداية تكوينه.
وسمى العلماء اللحظات الأولى التي تمزق فيها الكون بشكل عنيف بالانفجار العظيم أو The Big Bang، وعبر هذا الاسم عن قدر هذا التمدد في ظل الحرارة العالية كما ترى عادة في انفجار القنابل. مع ذلك فقد عبرت هذه التسمية بشكل غير ملحوظ عن الصوت، فكل انفجار مصحوب بصوت مرتفع، واستشكل على العلماء هذه التسمية لأن الكون لم يحتوي على مواد تسمح بانتقال الصوت. لذلك قد تكون رأيت تلك التجربة التي يوضع فيها جرس بداخل ناقوس زجاجي مفرغ من الهواء، وعند تشغيل الجرس تلاحظ أن المطرقة تطرق الجرس من غير أن تحدث صوتاً، ويرجع سبب ذلك لعدم وجود المادة التي ينتقل الصوت خلالها (وهي الهواء في هذه الحالة).
لذلك أعلن الـ: CNN عن مسابقة اختيار اسم آخر لبداية تكون الكون. لذلك أقترح شخصياً (وإن لم أعرض هذا الإسم عليهم) ما اختاره الله سبحانه لوصف هذه البداية. يقول الله سبحانه "أَوَلَمْ يَرَ الذِّينَ كَفَرُوا أَنَّ السَمَاواتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْناهُمَا..." (الأنبياء - 30)، فالله يصف السماوات والأرض بأنهما كانتا متحدتين أو ملتئمتين معاً، ثم إن الله سبحانه فتقهما أو شقهما عن بعضهما. والأرض هنا قد تعني كل ما هو مادة، والسماوات كل ما هو فضاء (وقال الله تعالى كلمة سماوات بدل من سماء لتعدد السماوات، وهي ليست سماء واحدة أو فضاء واحد فقط، ولكن سأترك هذا لبحث آخر). لذلك قدم الله جل وعلا لنا أفضل مسمى لبداية تكون الكون وهو: "الفتق الكبير أو The Big Tear"، وكلمة الفتق هنا تحتفظ بدلالتها على قوة تمزق الكون، من غير أن ترمز لتولد صوت. "وفوق كل ذي علم عليم" صدق الله العظيم
قبل أن نعرف ما المشكلة في التسمية دعنا بداية نتعرف على الكون الذي نعيش فيه. لقد أشرت في السابق عن حالة الكون من اتساع دائم، فالله سبحانه يقول "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" وتحدثنا عن النظريات التي تدعم فكرة الاتساع الدائم. فإذا كان الكون في حالة اتساع دائم فذلك يعني أن الكون يكبر في الحجم لحظة بعد لحظة، وهذا يعني أنه إذا رجعنا إلى للخلف وعكسنا الوقت لوجدنا أن الكون يصغر شيئا فشيء، أليس كذلك؟ إلى إي حد سيصغر الكون؟
لا أحد يعرف كيف كان الكون في اللحظة الأولى من ولادته وذلك لأن درجة حرارته كانت مرتفعة جداً كما يقول العلماء، والقواعد الفيزيائية المعروفة اليوم لا تنطبق على طبيعة الكون في تلك اللحظة. ولكن بعد وجود الكون بزمن قدره 0.0001 من الثانية كانت درجة حرارته 1000 مليار (1000,000,000,000) درجة مئوية تقريباً، واحتوى الكون آنذاك على «المادة» (Matter) و«المادة الضد» (Anti-matter) وهما في حالة استقرار حيث لا تجتمعان بسبب الحرارة العالية (إن اجتمعتا المادة والمادة الضد ألغيتا بعضهما البعض). ويقول العلماء أن المادة كانت تفوق المادة الضد بمقدار مليار (1000,000,000 وحدة) تقريباً. فعندما انخفضت درجة حرارة الكون إلى 10 مليارات مئوية أو مائة مرة أقل من البداية سمح للخليط من المادة والمادة الضد بالاجتماع، عندئذ بدأت «البروتونات» (Protons) و«البروتونات الضد» (Anti-protons) بإلغاء بعضها البعض بالاتحاد، وفي ثوان لاحقة بعد ذلك بدأت درجة الحرارة تنخفض قليلاً وبدأت «الإلكترونات» (Electrons) و«الإلكترونات الضد» (Anti-electrons) بالاتحاد ومن ثم إلغاء نفسها.
وعندما أصبح عمر الكون ما يقارب الدقيقة ونصف الدقيقة انخفضت درجة حرارته إلى المليار درجة مئوية تقريبا، عندها بدأت النيوترونات تتحلل إلى بروتونات وإلكترونات، وبدأت البروتونات تجتذب النيوترونات وتلتصق بها لتكون أنوية ذرات الهيدروجين الثقيل ومن ثم الهيليوم. كل ذلك والكون في حالة تمزق واتساع شديد.
فبعد مئات الآلاف من السنين وحينما كانت درجة حرارة الكون مناسبة بدأت الإلكترونات تحوم حول البروتونات والنيوترونات لتكوين الذرات، وبعدها بملايين السنين بدأت المجرات بالظهور، ولم تتكون النجوم إلا بعد مليارات السنين. وقد قدر العلماء أن عمر الكون الذي نعيش فيه هو 15 مليار سنة تقريباً.
والمعروف أن الكون لم يكن سوى نقطة صغيرة نسبياً تحتوي على كل ما هو موجود حولنا من العناصر. وكما هو معروف فإن كل عنصر يتكون من ذرات، وكل ذرة تحتوي على نواة تدور حولها إلكترونات. والمعروف أيضاً أن الذي يشغل حجم الذرة بشكل كبير جداً هو الفضاء الذي تدور فيه الإلكترونات، ولتمثيل الذرة بشيء مشابه في الفكرة نقول أن الإلكترونات هي الكواكب ونواة الذرة هي الشمس، والكواكب تدور حول الشمس (طبعاً الصورة الحقيقة ليست كذلك، وإنما هذا مجرد تشبيه للفهم، ففي الواقع لا توجد صورة واضحة للذرة من الداخل). من المعروف أن هناك فضاء كبير بين الكواكب والشمس وهذا هو الحال في الذرة، فهي تحتوي على فراغ أكثر مما تحتوي على مادة. لذلك لو تصورنا قطر نواة الذرة مثلاً بحجم البرتقالة فإن قطر الذرة بأكملها يصل إلى 3.2 كيلومتراً تقريباً.
وعلى هذا فلو ضغطت المواد الصلبة فإنها تتحول إلى حجم أصغر مما هي عليه الآن. وغير ذلك فإن المواد الأولية في الذرة كالإلكترونات والبروتونات والنيوترونات إنما لها القابلية أن تتحول إلى طاقة، فمن الممكن تحويل المادة إلى طاقة والطاقة إلى مادة. وعملية تحويل المادة إلى طاقة يحتاج إلى درجات عالية من الحرارة، وقد علمنا أن الكون في بداياته إنما كان قطعة ملتهبة من النار إن صح التعبير، وإذا علمنا أن الطاقة لا تحتاج إلى حيز كبير من الفراغ لتشغله سنعلم أن الكون كان صغيراً جداً في بداية تكوينه.
وسمى العلماء اللحظات الأولى التي تمزق فيها الكون بشكل عنيف بالانفجار العظيم أو The Big Bang، وعبر هذا الاسم عن قدر هذا التمدد في ظل الحرارة العالية كما ترى عادة في انفجار القنابل. مع ذلك فقد عبرت هذه التسمية بشكل غير ملحوظ عن الصوت، فكل انفجار مصحوب بصوت مرتفع، واستشكل على العلماء هذه التسمية لأن الكون لم يحتوي على مواد تسمح بانتقال الصوت. لذلك قد تكون رأيت تلك التجربة التي يوضع فيها جرس بداخل ناقوس زجاجي مفرغ من الهواء، وعند تشغيل الجرس تلاحظ أن المطرقة تطرق الجرس من غير أن تحدث صوتاً، ويرجع سبب ذلك لعدم وجود المادة التي ينتقل الصوت خلالها (وهي الهواء في هذه الحالة).
لذلك أعلن الـ: CNN عن مسابقة اختيار اسم آخر لبداية تكون الكون. لذلك أقترح شخصياً (وإن لم أعرض هذا الإسم عليهم) ما اختاره الله سبحانه لوصف هذه البداية. يقول الله سبحانه "أَوَلَمْ يَرَ الذِّينَ كَفَرُوا أَنَّ السَمَاواتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْناهُمَا..." (الأنبياء - 30)، فالله يصف السماوات والأرض بأنهما كانتا متحدتين أو ملتئمتين معاً، ثم إن الله سبحانه فتقهما أو شقهما عن بعضهما. والأرض هنا قد تعني كل ما هو مادة، والسماوات كل ما هو فضاء (وقال الله تعالى كلمة سماوات بدل من سماء لتعدد السماوات، وهي ليست سماء واحدة أو فضاء واحد فقط، ولكن سأترك هذا لبحث آخر). لذلك قدم الله جل وعلا لنا أفضل مسمى لبداية تكون الكون وهو: "الفتق الكبير أو The Big Tear"، وكلمة الفتق هنا تحتفظ بدلالتها على قوة تمزق الكون، من غير أن ترمز لتولد صوت. "وفوق كل ذي علم عليم" صدق الله العظيم