لا تستخدم الجوال في الأماكن العامة، لا تجعله قريبا منك في أثناء النوم، قلل استخدامك له، إياك واستخدام الجوال في أثناء ضعف الإشارة، أو بينما تقلك مركبة مسرعة".. هذه بعض النصائح والإرشادات التي تضمنتها مذكرة داخلية تم تعميمها في مجمع صحي أمريكي رائد في أبحاث السرطان.
بذلك طفا على السطح مرة أخرى الجدل المثار حول مخاطر استخدام الهاتف الجوال وأضراره، بعدما أشعله رئيس معهد السرطان بجامعة بتسبرج، عندما وجه المذكرة الداخلية لموظفيه وتضمنت نصائح وإرشادات بلغت صرامتها حدا اقترب من الأوامر، مبررا ذلك بأنها مؤسسة على النتائج الأولية لدراسات جارية حول السرطان.</SPAN>
وبحسب ما ذكرت صحيفة الجارديان الأحد 27-7-2008م؛ فإن المذكرة التي يعتقد أنها الأولى من نوعها، حذر الدكتور رونالد هريبرمان موظفيه البالغ عددهم 3000 فرد، من الإفراط في استخدام الهواتف المحمولة؛ بسبب الخطر الذي يمكن أن تسببه الإشعاعات الصادرة عنها للدماغ.</SPAN>
مؤشرات أولية.. والحذر واجب</SPAN>
وبرغم اعتراف هريبرمان بأن الدليل القاطع ما زال مثيرا للجدل، وليس لديه نتائج صلبة يمكن الوصول إليها، إلا أنه صار مقتنعا إلى درجة كافية "لإصدار نصائح تحذيرية يشارك فيها (غيره) بعض الإرشادات الاحترازية حول استخدام الهاتف الجوال".</SPAN>
وبحسب الجارديان، فإن المذكرة تمت مراجعتها مع أقرانه من أعضاء هيئة دولية ضمت أكثر من 20 خبيرا من دول أخرى ضمت الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وفرنسا.</SPAN>
وبرغم علم هريبرمان مسبقا بما يمكن أن تثيره هذه المذكرة من جدل، إلا أن بيانات أولية غير منشورة "لمشاريع بحثية جارية، منها نتائج جديدة لمشروع (إنترفون) الذي تساهم فيه 13 دولة" شجعته على اتخاذ هذا الإجراء.</SPAN>
أيضا شدد الدكتور رونالد هريبرمان على موظفيه بخفض عدد الرسائل النصية التي يبعثونها إلى غيرهم، واختصار الحديث على الهاتف، واستخدام السماعات الموصولة بالهاتف لتقليص خطر التعرض للإشعاعات الصادرة عنه.</SPAN>
وأوضح هريبرمان للعاملين أن الأخطار الصحية المحتملة لاستخدام الهاتف المحمول هي الإصابة بالسرطان، مؤكدا أنه توجد علاقة بين استخدام الهواتف المحمولة ومخاطر عالية للإصابة بورم في الدماغ.</SPAN>
الجوال ممنوع للأطفال</SPAN>
وفي مقدمة التحذيرات التي ضمتها المذكرة شدد هريبرمان على أن الأطفال يجب ألا يستخدموا الجوال إلا في حالات الطوارئ فقط، وأن ذلك ينبع من إدراكه للحقيقة التي تشير إلى أن أنسجة الأطفال النامية أكثر قابلية وحساسية بالنسبة للموجات الكهرومغناطيسية التي تنبعث من الهواتف الجوالة، وهو ما يتسق في نبرته التحذيرية مع نصائح أصدرتها العديد من البلدان الأوروبية وكندا.</SPAN>
وجاء في المذكرة أيضا: "اطلعت أخيرا على معلومات تتعلق بالأخطار الصحية المحتملة لاستخدام الهاتف الجوال، ومن ضمن ذلك الإصابة بالسرطان".</SPAN>
وواصل هريبرمان مضيفا: "على الرغم من أن الأدلة على ذلك لا تزال مثيرة للجدل فإنني مقتنع بأن هناك معلومات كافية لإسداء نصائح حول استخدام الهاتف الجوال".</SPAN>
وتابع موضحا: "إن بعض الدول قدمت توصيات للحد من استخدام الهواتف الخلوية، من ذلك السلطات الصحية في تورنتو التي نصحت الشباب بخفض المدة التي يستخدمون فيها هذه الأجهزة".</SPAN>
نصائح لتجنب الخطر</SPAN>
وقد اشتملت المذكرة على برنامج من 10 بنود لتقليل المخاطر الناجمة عن استخدام الهاتف الجوال، والتي وصفها بأنها "احترازية"، والتي امتد بعضها إلى ما وراء الشائع من نصائح لتلافي مخاطر المحمول، ضمت التالي:</SPAN>
- تجنب استخدام الهاتف الجوال في الأماكن العامة مثل الحافلات؛ لأن من حولك يتعرض سلبيا للإشعاعات.</SPAN>
- لا تحتفظ بالهاتف الجوال قريبا منك في أثناء الليل، مثل أن تضعه تحت الوسادة وأنت نائم.</SPAN>
- قيد مدة الاتصال بحيث لا تتعدى دقائق قليلة؛ حتى تتجنب تراكم مدد التعرض للإشعاع.</SPAN>حاول ألا تستخدم الهاتف الجوال والإشارة ضعيفة، أو بينما تتحرك بسرعة كأن تكون راكبا لسيارة، أو قطار، أو طائرة؛ لأن ذلك يرفع من شدة وقدرة الهاتف لكي يلتقط الإشارة.</SPAN>
- استخدم الهاتف الجوال من خلال سماعة الأذن، وإذا اضطررت لوضع الهاتف الجوال على أذنك فيجب عليك مراوحة وضع الهاتف على الأذنين حتى لا تركز الجرعة على جانب واحد من الرأس.</SPAN>
في سياق متصل، قال المتحدث باسم جمعية السرطان الأمريكية الدكتور دان كاتينا: إن اتخاذ الإجراءات الاحترازية أمر ضروري، و"لكن ليس هناك أدلة قاطعة على أن الهاتف الجوال يسبب سرطان الدماغ".</SPAN>