هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    قواعد اللغة العربية كاملة 11

    بحر
    بحر
    عضو سوبر ستار
    عضو سوبر ستار


    عدد الرسائل : 208
    العمر : 37
    تاريخ التسجيل : 17/05/2008

    قواعد اللغة العربية كاملة 11 Empty قواعد اللغة العربية كاملة 11

    مُساهمة  بحر 25/5/2008, 06:45

    نائب الفاعل
    إِذا أُسند الاسم إلى فعل مبني للمجهول أَو شبهه كاسم المفعول والاسم المنسوب، كان نائب فاعل مثل: (عوقب المجرم، أَخوك ممزَّقٌ ثوبُه، أَحمصيٌ جارُك).
    وهو في المعنى مفعول به إِذا الأصل (عاقب الحاكمُ المجرمَ، أَنت ممزِّقٌ ثوبَ أَخيك، أَتنسُب جارَك إلى حمص؟).
    فإِن لم يكن في الجملة مفعول به جاز حذف الفاعل بعد بناءِ الفعل للمجهول وإِنابة الجار والمجرور أَو ا لظرف أو المصدر مناب الفاعل:
    فالجار والمجرور مثل: (نام أَخوك على السرير) تقول بعد حذف الفاعل (نيم على السرير).
    اشترط بعضهم في حرف الجر ألا يكون للتعليل مثل: (وُقف لإجلالك) لأن التعليل جملة أخرى كأنها جواب سؤال: (لم وُقف؟).
    ويقدر حينئذ المصدر المفهوم من الفعل نائب فاعل، وهو هنا: (وُقف الوقوف).
    والمصدر يشترط فيه أَن يكون متصرفاً مختصاً مثل (احتُفل احتفالٌ كبير) فالمصدر (معاذ الله) لا يكون نائب فاعل لأَنه غير متصرف.
    والظرف يجب أَن يكون متصرفاً مختصاً ليصح وقوعه نائب فاعل مثل (احتُفل يوم الخميس، اصطُفَّ أَمام القائد). وغير المتصرف من الظروف مثل ((قطٌّ)) وغير المختص مثل: ((مَعَ)) و((يوم)) لا يقعان وحدهما مع نائب الفاعل.
    هذا وإذا اقتضى غرضٌ ما حذف الفاعل من الجملة فإِذا وجد فيها مفعول به فلا ينوب غيره عن الفاعل إلا قليلاً في الضرورات الشعرية، فالجملة (أَكلت الطعامَ بالملعقة) تصبح بعد حذف الفاعل (أُكل الطعام بالملعقة) ولا تقول: (أُكِل بالملعقة الطعامَ) بجعل الجار والمجرور نائب فاعل وإبقاءِ المفعول به منصوباً إلا في ضرورة شعرية.
    وإِذا وجد عدد من المفعولات مثل (ظننت أَخاك مسافراً، أَعطى أَخوك الفقيرَ درهماَ) أَنبْت عن الفاعل المفعول الأَول ليس غير، إلا في الأفعال التي بمعنى (أَعطى) فيجوز إِنابة الثاني على قلة عند أَمن اللبس فتقول: (أُعطي درهمٌ الفقيرَ) والأَكثرُ الأَجود أَن تقول: (أُعطي الفقير درهماً).
    ويطبق على نائب الفاعل جميع الأحكام التي مرت بك في مطابقة الفاعل لفعله تذكيراً وتأْنيثاً وإفراداً وجمعاً، ووقوعه ضميراً أَو مؤولاً أو جملة، وفي تقديمه وتأْخيره، وفي حذفه أَو حذف فعله.
    الشواهد:

    (أ)
    1- {وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً}

    [النساء: 4/85]

    بحر
    بحر
    عضو سوبر ستار
    عضو سوبر ستار


    عدد الرسائل : 208
    العمر : 37
    تاريخ التسجيل : 17/05/2008

    قواعد اللغة العربية كاملة 11 Empty رد: قواعد اللغة العربية كاملة 11

    مُساهمة  بحر 25/5/2008, 06:46


    المبتدأ والخبر
    الابتداء بالنكرة - أنواع الخبر - تقديم المبتدأ والخبر - حذف أحدهما - تطابقهما تتكون الجملة الاسمية من ركنين: المبتدأ وهو الاسم المتحدث عنه (أَو المسند إليه الخبر)، والخبر ((أَو المسند)) وهو ما نخبر به عن المبتدأ مثل (خالد مسافر).
    أَ- المبتدأ:
    فالأَصل فيه أَن يكون معرفةً مرفوعاً:
    1- ولا يقع نكرة إِذ لا معنى لأَن تتحدث عن مجهول مثل: (رجلٌ عالمٌ)، لكن النكرة إِذا أَفادت جاز الابتداءُ بها، كأَن تقول عن رجل معروف عند السامع: (رجلٌ عندك عالم)، وكأَن تقول: (عندي مال).
    والمعوّل في إفادة النكرة على الملكة والسليقة إلا أن النحاة حاولوا حصر الأحوال التي تكون فيها النكرة مفيدة. وجاوز بها بعضهم الثلاثين حالاً، ولا بأس في إيراد كثير من الأحوال لما يكون في عرضها من المرانة والاطلاع، فقد أجازوا الابتداء بالنكرة:
    1- إذا أضيفت مثل (نائب أمير قادم) إذ بهذه الإضافة تقربت من المعرفة وأفادت.
    2- إذا وصفت لفظاً مثل: (حادثٌ هامّ وقع) أو تقديراً مثل: (أمرٌ أتى بك - شويعر ينشد)، فالتقدير: أمر عظيم أتى بك، شاعر صغير ينشد.
    3- إذا تقدمها الخبر الظرف أو الجار والمجرور: عندي ضيف، ولك هدية.
    4- إذا دلّت على عموم وذلك في سياق النفي أو الاستفهام مثل: ما أحد سافر، هل أحد في القاعة؟
    5- بعد ((لولا)) أو ((إذا)) الفجائية: لولا بردٌ لحضرت - خرجت فإذا شرطي واقف.
    6- إذا كانت من الألفاظ المبهمة كأسماء الشرط والاستفهام و((ما)) التعجبية)) و((كم)) الخبرية، مثل: من عندك؟ - ما تفعلْ تجد عاقبته - ما أكرمك! - كم عبرةٍ في التاريخ!
    7- إذا كانت عاملة فيما بعدها، مثل: إكرامٌ فقيراً حسنة، أمرٌ بمعروف صدقة.
    8- إذا دلت على دعاء: رحمةٌ لك، ويلٌ للظالمين.
    9- إذا قامت مقام الموصوف أو أريد بها الجنس لا فردٌ منه فقط مثل: محسنٌ أفضل من بخيل... رجلٌ أقوى من امرأة.
    10- إذا دلت على تفصيل مثل: صبراً فيومٌ لك ويومٌ عليك.
    11- إذا وقعت صدر جملة حالية: دخلت السوق ودينارٌ بيدي.
    12- ... إلخ.
    ويغني عن ذلك كله التمرس بالكلام العربي، فكل موضع تفيد فيه النكرة يصح الابتداء بها، وهذا قانون لا يختلف وإنما حصروا هذه الأحوال لمن لا يثق بملكته.
    2- والمبتدأً مرفوع دائماً، وقد يجر بحرف جر زائد اطراداً:
    1- بـ((مِنْ)) إذا كان نكرة مسبوقة بنفي أَو استفهام: ما عندي من كتابٍ، هل في الدار من أَحد؟
    2- بالباءِ، إذا كان كلمة حسْبُ: بحسبك لُقَيمات.
    3- بـ((رب)): إِذا كان نكرة لفظاً أَو معنى: رُبَّ متهمٍ بريءٌ، ربّ من تحبُّ يضرك.
    ب- الخبر:
    فالأَصل فيه أَن يكون وصفاً مشتقاً مثل: (خالد مسافر)، ويقع جامداً إِن تضمن معنى الصفة مثل: (خالد أَسد، لقاؤُه حنظل)، فأَسد بمعنى (شجاع) وحنظل بمعنى (مُرّ). ويجوز أن يأْتي للمبتدأ الواحد أَكثر من خبر مثل: أَنت كاتب شاعر خطيب مناضل.
    وهو مرفوع دائماً، وقد يجر بالباءِ الزائدة بعد نفي مثل: ما خالد بمسافرٍ، وكما يقع اسماً يقع:
    1- جملة فعلية مثل: خالد ذهب.
    2- وجملة اسمية مثل: أَخوك تجارتُه رابحة.
    3- وشبه جملةظرفاً مثل: والدك عند الرئيس، وجاراً ومجروراً مثل: أَنت بخير. ولابدَّ للجملة الخبرية من رابط يربطها بالمبتدأ، إما: ضمير ظاهر أَو مستتر كالمثالين الأولين، وإما ضمير مقدر: (اللبنُ الرطلُ بمئة قرش) إذ التقدير (الرطل منه بمئة قرش)، أو إشارة إلى المبتدأ مثل: {وَلِباسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}.
    أَو إعادة لفظة مثل: المروءَة ما المروءَة؟
    أَو كلمة أَعم من المبتدأ يدخل فيها: الوفاءُ نعم الخلق.
    جـ- تقديم المبتدأ والخبر:
    للمبتدأ في الأَصل التقدم مثل (أنا ناجح، أَبوك في الدار) ويجوز تقدم الخبر فتقول: (ناجح أَنا، في الدار أبوك). ولكن منهما مواضع يجب تقديمه فيها على صاحبه.
    يتقدم المبتدأ وجوباً في أربعة مواضع:
    1- إِذا كان من أَسماء الصدارة ((وهي أَسماءُ الشرط وما حمل عليها وأسماءُ الاستفهام و((ما)) التعجبية، و((كم)) الخبرية ومصحوب لام الابتداءِ مثل: من عندك؟ رأَي من أَعجبك؟ ما تفعلْه تكافأْ عليه، الذي يفرُّ فعقابه شديد، ما أَنبَلَكَ!، كم عظةٍ مرت بك! لأَنت أَصدق عندي.
    2- إذا التبس بالخبر: صديقي أَخوك - إذا كان هذا أَفضلَ منك فأَفضل منك أفضل مني. (إذا أردت الإخبار عن صديقي بدأت به الكلام، وإن أردت الإِخبار عن أَخيك بدأْت به).
    3- إذا كان بتأْخيره يلتبس بالفاعل: مثل: سليمٌ سافر.
    4- إذا قُصر على الخبر بـ((إلا)) أو ما في معناها: ما أَنت إلا كاتب، إنما أَنا شاعر.
    ويتقدم الخبر وجوباً في أَربعة مواضع أيضاً:
    1- إذا كان من أَسماءِ الصدارة مثل:متى السفر؟ كم دنانيرك؟ تابع من أنت؟ كيف الحال؟ أين مدرستك؟
    2- إذا التبس بالصفة مثل: (عندي مال - ألك حاجة؟). فإذا أخرت الظرف لم يعرف السامع أَأَنت تصف المبتدأ بها وإِذاً فلينتظر الخبر، أَم أنت تخبر بها؟ فمنعاً للالتباس وجب تقديم الخبر على الظرف أو الجار والمجرور.
    3- إذا كان في المبتدأ ضمير يعود على بعض الخبر، فتقدم الخبر حتى لا يعود الضمير على متأَخر لفظاً ورتبة مثل: على الخيول فرسانُها.
    4- إذا قُصر الخبر على المبتدأ بـ((إلا)) أَو ما في معناها مثل: ما كاتبٌ إلا أَنت - إِنما شاعر أَنا.
    د- حذف المبتدأ والخبر:
    الأَصل في كل كلمة لا تفهم إلا بذكرها: أَن تذكر، ولكن إذا قام عليها دليل من لفظ أو قرينة جاز حذفها. تجيب من سأَلك: (من في الدار؟) بقولك: (أَخوك في الدار) أَو تحذف الخبر فتقول: (أَخوك)، وعلى العكس إِذا سئلت: (أَين أَخوك؟) فتجيب: (أخي في الدار) أَو تحذف المبتدأ فتقول: (في الدار).
    ويجب حذف المبتدأ في أَربعة مواضع:
    1- إِذا أُخبر عنه بمخصوص (نعم أَو بئس) مثل: (نعم القائد خالد) والتقدير هو (أَي الممدوح) خالد.
    2- إذا أُخبر عنه بنعت مقطوع مثل: (انظر محمداً الهمامُ - مررت بدعد الفاضلةُ - ترفقْ بجارك العاجزُ).
    ولا يقطع النعت إلا إذا أُريد مع تأْدية الخبر قبله إِظهار المدح أَو الذم أَو الترحم، وبهذا القطع وتغيير الإِعراب من حركة النعت إلى حركة الخبر أَفادت الجملة مؤدى جملتين معاً: الخبر الأول، وشعور الإِعجاب أَو النفرة أَو الترحم، وهذا من أَساليب العربية في الإِيجاز.
    3- إِذا أُخبر عنه بلفظ مشعر بالقسم مثل: في ذمتي لأَصدقنَّ (والتقدير: عهد في ذمتي).
    4- إِذا أُخبر عنه بمصدر نائب عن فعله كقول المصاب: (صبرٌ جميل) أي: حالي صبر جميل. وقول المأَمور لأَميره (سمعٌ وطاعة). ويجب حذف الخبر وجوباً في أَربعة مواضع أَيضاً:
    1- بعد الأَلفاظ الصريحة في القسم مثل: (لعمرُ الله لأُناضلنَّ الخائنين، وايمنُ الله لقد ضاع الضعيف). والتقدير: لعمر الله قسمي.
    2- إِذا كان كوناً عاماً تعلق به شبه جملة، أَو سبقته ((لولا))، مثل (أَخوك عندي. وأَبوه في المسجد - لولا الشرطيُّ لاعتُدي عليك) فالظرف والجار والمجرور متعلقان بالكون العام المحذوف وجوباً وهو (موجود، أَو كائن) وخبر لولا كذلك محذوف تقديره (موجود).
    فإن لم يكن الخبر كوناً عاماً (وهو ما يفهم دون ذكره مثل: أَنا موجود في الدار) وجب ذكره مثل: أَخوك مسرور عندي، أَبوه يصلي في المسجد - لولا الشرطيُّ واقف لاعتُدي عليك.
    3- أَن يقع بعد اسم مسبوق بواو بمعنى ((مع)) مثل: أَنت واجتهادُك كل امرئٍ وعملُه. (وتقدير الخبر: ملتزمان أَو متروكان، أَو مقترنان).
    4- أَن تغني عنه حال لا تصلح أَن تكون خبراً مثل: (أَكلي الحلوى واقفاً)، فـ(واقف) لا معنى لأَن تكون خبراً لأَكلي، وهي حال من ضمير المتكلم في (أَكلي)، لكن الكلام تم والمعنى اتضح. ويطرد ذلك في موضعين:
    الأَول: إِذا كان المبتدأُ مصدراً مضافاً إلى معموله كالمثال المتقدم، فإِن (أَكل) المبتدأ مصدر أُضيف إلى فاعله (ياء المتكلم).
    الثاني: إذا كان اسم تفضيل أُضيف إلى مصدر صريح أَو مؤول مثل: (أَرضى تدريس المعلم عنده وهو نشيط، أَقرب ما يكون العبدُ من ربه ساجداً).
    هـ- تطابقهما:
    يتطابق المبتدأُ والخبر تذكيراً وتأْنيثاً، وإِفراداً وتثنية وجمعاً، تقول: الرجل فاضل، المرأَتان فاضلتان، الطلاب فاضلون، الطالبان يجتهدان.. إلخ لأَن في كل خبر ضميراً ملحوظاً يعود على المبتدأَ:
    لا يستثنى من ذلك إلا الصفة الواقعة مبتدأ بعد نفي أَو استفهام، فإن معمولها يغني عن الخبر ويسد مسدَّه: أَمسافر أَخوك؟ ما مقصرٌ معلموك، ما مذمومٌ أخلاقُك، أَلبنانيٌّ رفيقُك؟
    وذلك لأَن هذه الصفات (كما مر بك ص197 فما بعد) تشبه الفعل فتعمل عمله، فـ(مسافر) في المثال الأَول المبتدأ وهي اسم فاعل و(أَخواك) فاعل لاسم الفاعل سد مسد الخبر، و(رفيقك) في المثال الأخير نائب فاعل للاسم المنسوب الواقع مبتدأ وهو ((لبناني)) وقد أَغنى عن الخبر.
    فإن تطابقا في كل من الأَمثلة المتقدمة كانت الصفة خبراً ((مقدماً جوازاً)) وما بعدها مبتدأ مؤخر، مثل: ((أَمسافران أَخواك؟)) ما مقصرون معلموك، ما مذموماتٌ أخلاقك. أَما ((أَلبناني رفيقُك)) فلفظها واحد إن نوي التطابق أَم لم يُنْوَ، ولذا جاز إعرابهما خبراً مقدماً فمبتدأً، أو مبتدأً فنائبَ فاعل أغنى عن الخبر.
    الشواهد:
    3- {طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ}



    [محمد: 47/21]
    4- {قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلَى ما تَصِفُونَ}



    [يوسف: 12/18]
    5- {فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}



    [البقرة: 2/184]
    6- {ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ، لَهُمْ ما يَشاؤُونَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ}



    [ق: 50/24- 25]
    7- {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَ}



    [الأنعام: 6/25]
    8- {مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدٍ}



    [فصلت: 41/46]
    9- {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ}



    [الرعد: 13/7]
    10- {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ}



    [الرعد: 13/24]
    سواء أكان اسماً صريحاً كالأَمثلة المتقدمة، أم مؤولاً بمصدر مثل: أن تصدق خير لك = صدقك خير لك، سواء علينا أوعظت أم لا = سواء علينا وعظك وعدمه.
    يرى كثير من العلماء أن الخبر هو متعلق الجار والمجرور والظرف ويقدرونه بـ(موجود أو كائن). وفي كل منهما ضمير يربطه بالمبتدأ. هذا وظرف المكان صالح لأن تخبر به عن كل اسم، أما ظرف الزمان فلا يخبر به عن الذوات إذ لا معنى لقولك: (أنت في كانون، الأمير يوم الخميس) وإنما يخبر به عن أسماء المعاني فقط فيقال: (عطلتك في كانون، سفر الأمير يوم الخميس). أما قولهم (الورد في أيار) فعلى حذف مضاف وهو (تفتُّح الورد في أيار).
    وإذا أتى بعد ((لاسيما)) خبر مرفوع فمبتدؤه محذوف وجوباً، مثل (أحب الأصدقاء ولاسيما خالدٌ) أي (ولا مثل الذي هو خالد).





    بحر
    بحر
    عضو سوبر ستار
    عضو سوبر ستار


    عدد الرسائل : 208
    العمر : 37
    تاريخ التسجيل : 17/05/2008

    قواعد اللغة العربية كاملة 11 Empty رد: قواعد اللغة العربية كاملة 11

    مُساهمة  بحر 25/5/2008, 06:48

    [color=blue][size=24][center]خبر (إن) وأخواتها
    معاني الأدوات - أحكام عامة - أحكام خاصة ببعضها - أحكام لا
    المبتدأُ المسبوق بإِحدى الأَدوات الآتي بيانها يصبح منصوباً على أَنه اسم لها، تقول في: (النبلُ جمالٌ لصاحبه، زهيرٌ يصحبنا): (إن النبلَ جمال لصاحبه، لعل زهيراً يصحبنا).
    معاني الأدوات:
    ((إِنَّ وأَنَّ)) يفيدان التوكيد لمضمون الجملة، فنسبة الخبر إلى المسند إليه في قولك: (إن زهيراً يصحبنا، ظننت أَنك مسافر) أَقوى وأَوكد من قولك (زهير يصحبنا، ظننتك مسافراً).
    و((كأَنَّ)) تفيد التشبيه والتوكيد، والتوكيد هو ما تزيده في المعنى على كاف التشبيه، فقولك: (ثبت الفرسان على الجياد كأَنهم الأَطواد) أَقوى وأَوكد من قولك: (ثبت الفرسان على الجياد كالأَطواد) وإن كان المضمون واحداً في الجملتين.
    يفترض بعضهم أن: كأَن = ك + إن، فقولك (كأنك أسد) أصله عندهم (إنك كأسد) فلما أرادوا بناء الجملة على التشبيه قدموه اهتماماً به وفتحوا همزة ((إن)) بعد تقديم الكاف فقالوا: (كأنك أسد).
    ((ولكنَّ)) تفيد الاستدراك والتوكيد، تقول: (حضر الطلاب لكنَّ سليماً غائب)، ولولا قولك (لكن..) لفهم أَن سليماً في الحاضرين ولذلك استدركت. وأَما التوكيد فكقولك: (لو استجبتَ لي لكوفئت، لكنك لم تستجب) فما بعد ((لكن)) كان مفهوماً من الجملة الأُولى، وإنما أُتيَ به للتوكيد.
    و((ليت)) تفيد التمني وهو طلب المتعذر مثل: (ليت أَيامَ الصبا رواجع) أَو بعيد الوقوع مثل: (ليت لهذا الفقير صيغةً تغنيه عن السؤال)، وتأْتي قليلاً للممكن القريب مثل: (ليتك تصحبنا).
    و((لعل)) ويقال فيها ((علَّ)) أيضاً، تفيد التوقع وهو حصول الممكن، فإن كان محبوباً أَفادت الترجي مثل (اجتهد لعلك تنجح هذه المرة)، وإِن كان مكروهاً أَفادت الإِشفاق مثل: (لا تعلق أَملك بفلان لعله هالكٌ اليوم أَو غداً).
    هذا أَغلب أَحوالها، وقد تأْتي للتعليل مثل (اعمل لعلك تكسب قوتك: اعمل لكي تكسب قوتك). وقد تدخل ((أَنْ)) على خبرها نادراً فتشبه عسى مثل: (لعل الله أَن يفرج عنا).
    و((لا)) تفيد نفي الجنس. مثل (لا رجلَ في القاعة).
    وتسمى هذه الأَدوات أحرفاً مشبهة بالفعل لسببين: أَولهما أَن المعاني التي تؤديها وهي ((التوكيد والاستدراك والتمني والترجي)) تؤدي عادةً بأَفعالٍ، والثاني سبب صناعي إِذ كانت جميعاً عدا ((لا)) مبنية على الفتح فأَشبهت الفعل الماضي في ذلك.
    أحكام عامة:
    1- أَخبار هذه الأَدوات يجوز أَن تكون مفردة أَو جملة فعلية أَو جملة اسمية أَو شبه جملة ((ظرفاً أَو جاراً ومجروراً))، حكمها في ذلك جميعاً حكم ما مرّ بك في مبحث ((المبتدأ والخبر)).
    2- اسم هذه الأَدوات لا يحذف بحال، أَما حذف أَخبارها فكما تقدم في حذف الخبر: يجوز حذفه إِذا كان كوناً خاصاً ودلَّ عليه دليل كأَن يسأَلك سائل (أَأَنت مسافر معنا؟) فتجيب: (لعلي)، حاذفاً الخبر (مسافر) لقيام دليل عليه، ومثل ذلك قولك لمخاطبك (لا بأْسَ، لا ضيرَ، لابدَّ) والأَخبار المحذوفة جوازاً مفهومة لأن تمام هذه الجمل: (لا بأْسَ عليك، لا ضيرَ في ذلك لابدَّ من هذا).
    ويحذف الخبر وجوباً إِذا كان كوناً عاماً مثل (إِن أَخاك في الدار لكنَّ أَباك عندي) فالخبر في الجملتين تقديره (موجود) وبه يتعلق الجار والمجرور والظرف.
    ومن ذلك التركيب الشائع (ليت شعري ماذا صنع؟) فإن خبره واجب الحذف دائماً وتقديره (حاصل) إِذ معنى الشعر: العلم. فكأَنك قلت: (ليت علمي بصنعه حاصلٌ لي)، أَو (ليتني أَعلم ماذا صنع). ولا يأْتي بعد هذا التركيب إلا استفهام، والجملة الاستفهامية في محل نصب مفعوله للمصدر (شعري).
    3- هذه الأَدوات لا تتقدم أَخبارها على أَسمائها أَبداً، وبذلك تخالف أَحكام (المبتدأَ والخبر) التي مرت في البحث السابق.
    فإِذا كان الخبر كوناً عاماً جاز لمعموله الظرف أو الجار والمجرور في غير ((لا)) التقدم على الاسم مثل: (إن في الدار أَخاك، لكنَّ عندي أَباك)، والخبر (موجود أَو كائن) يقدر مؤخراً عن الاسم.
    وإنما يجب تقديم المعمول الظرف أَو الجار والمجرور إِذا لزم من تأْخيره عود الضمير على متأَخر لفظاً ورتبة (كما سبق لك في وجوب تقديم الخبر مثل: إن في المدرسة مديرَها)، وإِذا اقترن الاسم بلام التوكيد مثل: (إِن عندي لخالداً).
    ومعمول الخبر يجوز دائماً أن يتوسط بين الاسم والخبر مثل: (إِن خالداً عندي مقيم، لعل زهيراً دَينَه يستوفي).
    4- بديهي أَنك إذا عطفت على اسم إِحدى هذه الأَدوات أَن تعطفه منصوباً تقول: (إن أَخاك وأَباك في الدار، إِن أَخاك في الدار وأَباه) (لعل سعيداً مسافر وخالداً).
    ويجوز العطف بالرفع على اسم ((إِنَّ وأَنَّ ولكنَّ)) فقط، بعد استيفاءِ الخبر، تقول: (إِنَّ أَخاك رابحٌ وأَبوك) وتقدر الخبر محذوفاً جوازاً (رابحٌ أَيضاً) ويكون الكلام من عطف الجمل فإن نصبت المعطوف فقلت (أباك) قدرت ((إن)) قبل الاسم وقدرت الخبر بعده.
    أَما إِذا عطفت على اسم إحدى هذه الأَدوات الثلاث قبل مجيء الخبر، فإِما أَن تنصب إذا طابق الخبر الأَسماء المتعاطفة لأَنه ليس لك غرض معنوي غير العطف مثل (إِن أَخاك وأَباك مسافران)، وإن كان هناك غرض معنوي يمتاز به المعطوف، رفعت وقدرت له خبراً محذوفاً، وكانت جملته معترضة بين اسم ((إن أَو أَن أَو لكن)) وخبرها. مثل ذلك الآية الكريمة:
    {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصّابِئُونَ وَالنَّصارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}

    [المائدة: 5/69]
    قررت الآية أن الإيمان والعمل الصالح يذهبان الحزن والخوف عن صاحبهما أياً كان دينُه في الماضي، وإنما رُفعت (الصابئون) وحدها وجعلت مع خبرها المقدر جملة معترضة (والصابئون كذلك) لأن الصابئين وهم لا كتاب سماوي لهم، دون بقية الأصناف (اليهود والنصارى والذين آمنوا) في المرتبة، فإذا كان الصابئون ينجون إذا آمنوا وعملوا صالحاً، فالباقون وهم ذوو كتب منزلة وماض في الإيمان، أولى بالنجاة لا محالة.
    أحكام خاصة:
    أولاً: ((إن)) وفيها حكمان: دخول لام الابتداءِ على أَحد معموليها وفتح همزتها وجوباً أَو جوازاً:
    1- تدخل لام الابتداءِ على المبتدأَ للتوكيد تقول (لخالدٌ ناجحٌ)، فإِذا أُريد إدخال ((إن)) على هذه الجملة، وهي للتوكيد أَيضاً كما مر بك، لم يجز الجمع بينهما متجاورتين، فتزحلق اللام إلى الخبر فتقول: (إن خالداً لناجحٌ) ومن هنا يسميها بعضهم اللام المزحلقة.
    وإنما يجوز دخولها على الخبر إذا لم يقترن بأداة شرط مثل (إنك إن تحسنْ تحمدْ) ولا نفي مثل: (إن خالداً لم يسافر)، وأَلا يكون ماضياً متصرفاً غير مسبوق بـ((قد)): (إني رضيت) وأَمثلة دخولها جوازاً: (إنك لتحمدُ إِن أَحسنت، إِن خالداً ليسافر، إِني لقد رضيت، إِني لحظي حسن، إِن أَخاك لنعم الرفيق، إِن المكافأَة لعندي، إِن أَباك لفي الدار، إِنني لإِياك أَحمد، وإِنه لغداً مسافر..إلخ).
    وقد دخلت على معمول الخبر كما رأَيت في الأَمثلة الأَخيرة لأَن الخبر نفسه مستوف شروط دخولها عليه، وإِلا لما جاز دخولها على معموله.
    أَما دخولها على ضمير الفصلفجائز دائماً مثل: (إن زهيراً لهو الشاعر)، هذا ولا تدخل ((إن)) على اسم له الصدارة أبداً إلا ضمير الشان، ولا على جملة حذف مبتدؤُها وجوباً.
    2- همزة ((إن)) مكسورة إِذا لم يمكن تأُويلها مع جملتها بمصدر يحل محلهما، فإِن أُوّلتا بمصدر قام مقامهما في الكلام وجب فتح همزتها، وإن أمكن التأْويل وعدمه جاز الفتح والكسر، هذا هو الحكم المطَّرد في ذلك، وإليك تفصيل هذه الأحوال الثلاث:
    أَ- تكسر همزة إن في المواضع الآتية:
    1- أَن تقع أًول الكلام ابتداءً أَو استئنافاً أَو مسبوقة بحرف تنبيه أَو استفتاح أَو جواب أَو ردعٍ أَو ((حتى)) الابتدائية، مثل: (إِني مسافر، أَتريدني على البقاءِ؟ إِني غير باق، أَلا إن خالداً غاضب، أَما إِني لمخطئٌ، نعم إِنك مصيب، كلا إن الفاسق لن ينجح، أَضربَ عن الكلام حتى إِنه لم ينبس ببنت شفة).
    2- إذا حكيت بالقول: قلت: إِني موافق.
    3- بعد واو الحال: قابلتهم وإني لمريض.
    4- إذا كانت جواباً لقسم: والله إِن أَباك لمحقّ.
    5- إِذا كانت صدر جملة صلة أَو صفة: أَعطيته ما إِنَّ نصفه ليكفيه، لقيت رجلاً إِنه نبيل.
    6- إذا كانت خبراً عن اسم ذات: أَخوك إنه مسرور.
    7- أن يكون في خبرها لام الابتداء: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ}.
    ب- ويجب فتح همزتها إذا أَمكن تأْويلها مع جملتها بمصدر مرفوع أَو منصوب أَو مجرور، وذلك في المواضع الآتية:
    1- أَن تقع مع جملتها فاعلاً: سرني أَنك ناجح (سرني نجاحُك).
    2- أَن تقع مع جملتها نائب فاعل: أُشيع أَنك مسافر (أُشيع سفرُك).
    3- أَن تقع مع جملتها مبتدأً: من ذنوبك أَنك مهمل: (من ذنوبك إهمالُك).
    4- أَن تقع مع جملتها خبراً عن اسم معنى: اعتقادي أن التجارة رابحة: (اعتقادي ربْح التجارة).
    5- أَن تقع مع جملتها مؤولة بمصدر يقع مفعولاً به: علمت أَنك صالح: (علمت صلاحَك).
    6- أَن تقع مع جملتها خبراً لاسم ((كان أَو إحدى أخواتها)) على أَن يكون اسم معنى: كان ظني أَنك منصف: (إِنصافَك).
    7- أَن تقع مع جملتها بعد حرف جر أَو اسم يضاف إليها: أَكرمته لأَنه حييّ (أَكرمته لحيائه)، حضر يوم أَنك مرضت: (يوم مرضك).
    8- إذا وقعت جملة (إن) معطوفة على اسم أَو بدلاً منه: شاع سفرك وأَنك مرافقٌ أَخاك: (سفرُك ومرافقتُك أَخاك). أعجبت بأَخيك أَنه فصيحٌ: (بأَخيك فصاحتِه).
    جـ- ويجوز كل من الفتح والكسر إذا أَمكن التأْويل بالمصدر وعدم التأْويل وذلك:
    1- بعد إذا الفجائية: (خرجت فإِذا أَن الأَسد متحفِّزٌ) إن كسرت فعلى أَن ما بعد ((إذا)) جملة مستقلة. والفتح على أَنها مؤولة بمصدر خبره (حاصل) والتقدير: (فإِذا تحفُّز الأَسد حاصل).
    2- بعد ((حيث)) و((إذ)): (قف حيث إِن أخاك واقف) فالكسر على أَن ما بعد حيث جملة مستقلة غير مؤولة، والفتح على أنها مؤولة بمصدر خبره محذوف والتقدير (حيث وقوفه حاصل) ومثلها سافرت إذ إِن الأَمير استدعاني.
    3- بعد الفاءِ الرابطة لجواب الشرط مثل: (من يجتهدْ فإِنه ينجح) الكسر على أَن ما بعد الفاءِ جملة مستقلة في محل جزم جواب الشرط، والفتح على أَنها مؤولة بمصدر خبره (حاصل) والجملة المؤَولة كلها (فنجاحه حاصل) في محل جزم جواب الشرط).
    4- أن تفيد جملتها التعليل، مثل: (أَعطه، إِنه مستحق) فتفتح على تقدير اللام الجارة (أَعطه لاستحقاقه) وتكسر على الاستئناف كأَنها جواب سائل سأَل (لمَ أُعطيه؟).
    والكسر في ذلك كله أَولى لأَنه لا يحيج إلى تأْويل ولا تقدير خبر.
    ثانياً - قد تخفف النون المشددة في إنَّ وأَنَّ وكأَنَّ ولكنَّ، وهذه أَحوالها بالترتيب:
    ((إنّ)): إذا خففت قل إعمالها مثل: (إنْ خالداً مسافر). والأكثر أن تهمل ويجب حينئذ دخول اللام على خبرها مثل: (إن خالد لمسافر) وذلك فرقاً بين (إِنْ) المخففة و((إنْ)) النافية، ولولاها لالتبس المعنى على السامع، وتسمى هذه اللام بالفارقة. فإن قامت قرينة تدفع الالتباس جاز إهمال اللام الفارقة: (إِنْ أخوك محسن ولذا نحبه).
    وإذا وليها فعل كانت مهملة حتماً، ويكون هذا الفعل من النواسخ ((كان وأخواتها، أو ظن وأخواتها)) وتدخل اللام الفارقة حينئذ على خبر هذه الأفعال. وأكثر ما يأْتي منها بعد المخففة الفعل الماضي مثل: {تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ}. (إِنْ ظننتك لمن الناجحين)، {وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ} . وأَقل من ذلك أَن يأْتي مضارعاً مثل: {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ}.
    ويندر أَن يأْتي ماضياً غير ناسخ مثل: إنْ آذيتَ لمحسناً: إنك آذيت محسناً. وشذ إتيانه مضارعاً غير ناسخ مثل: إِنْ يزينك لنفسُك وإن يشبنُك لَهِيهْ.
    ((أَنَّ وكأَنَّ )): إذا خففتا لم تدخلا على الأسماء إلا في الضرورات الشعرية، وتدخلان على الجمل الاسمية مثل: {وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}، (كأَن أخواك أَسدان) وحينئذ لا تحتاجان إلى فاصل بينهما وبين ما بعدهما.
    أَما إذا دخلتا على فعل غير جامد فلابد في ((كأَنْ)) من فاصل بينهما وبين الفعل إما ((قد)) وإما ((لم)) مثل: بادوا كأَنْ لم يكونوا - احذر الخطر كأَنْ قد وقع.
    ولابدَّ في ((أَنْ)) أَيضاً أَن يَفْصل بينهما وبين الفعل المتصرف ((قد)) أو ((س أَو سوف)) أَو أَداة شرط أَو نفي بـ((لن)) أَو ((لم)) أَو ((لا)) مثل: (اعلم أَنْ قد وقع ما تحذر، أَرى أَنْ سننجحُ، أيقن أَنْ لو حضر لاستفاد، ظننت أنْ لن يسافر)، وقد مرّ بك أن ((أَنْ)) المسبوقة بفعل دال على اليقين هي هذه المخففة من ((أَنَّ)) وإنما فصل بينها وبين الفعل بما تقدم حتى لا يُلتبس بينها وبين الناصية للمضارع.
    وأَنت في إعمال ((أَنْ وكأَنْ)) المخففتين بين مذهبين: مذهب سهل يلغي عملهما واختصاصهما، ومذهب آخر قال به الجمهور: يجعلهما عاملتين ويجعل اسمهما ضمير شأْن محذوفاً والجملة بعدهما هي الخبر، والتقدير حينئذ: آخر دعواهم أَنه (أَي الشأْن): الحمد لله رب العالمين.
    ((لكنَّ)): إِذا خففت بطل عملها باتفاق، وزال اختصاصها بالأَسماءِ فجاز دخولها على الأَسماءِ والأَفعال على السواءِ تقول: (حضروا لكنْ أَخوك غاب: لكنْ غاب أَخوك).
    ثالثاً - اتصال هذه الأَدوات بـ((ما)).
    إِذا اتصلت ((ما)) بهذه الأَدوات كفَّتها جميعاً عن العمل إِلا ((ليت)) وأَزالت اختصاصها بالأَسماءِ فدخلت على الجملة الاسمية والجمل الفعلية، تقول: (إِنما أَخوك ناجح، علمت أَنما يقاومونك، يتوجع كأَنما يضربُ بالسياط، حضروا لكنما أَخوك غائب، اصبر فلعلما يأْتي الفرج).
    أَما ((ليت)) فتبقى مختصة بالأَسماءِ ولذا أجازوا إبقاء عملها وإِلغاءَه، تقول (ليتما أَحمَدُ غَنيٌّ).
    و((ما)) هذه تسمى كافة لأَنها كفت هذه الأَدوات عن عملها وعن اختصاصها بالأَسماءِ.
    أحكام لا:
    تفيد ((لا)) استغراق النفي لجميع أفراد الجنس المذكور إزاءَها، وهي في توكيدها النفي تشبه ((إنَّ)) في توكيد الإثبات ولذلك عملت، تقول (لا رَجلَ في القاعة).
    أَ- وتعمل عمل ((إنَّ)) بشروط أربعة:
    1- أَن يراد بها استغراق النفي لجميع الأَفراد نصاً لا احتمالاً
    2- أَن يكون اسمها وخبرها نكرتين لفظاً مثل (لا غاشَّ رابحٌ) أَو معنىً كالأعلام المشتهرة بصفات حين يراد صفاتها لا مسمياتها الأَصلية مثل (لا حاتمَ فيكم ولا عنترة) بمعنى (لا جواد فيكم ولا شجاع) وكذلك إذا قصد بالعلم رجلٌ ما ممن سمي بهذا الاسم، مثل (لا يزيدَ بيننا) بمعنى (لا رجل اسمه يزيد بيننا).
    3- أَلا يفصل بينها وبين اسمها بفاصلٍ ما، فإن فصل ولو بمعمول الخبر أُلغي عملها وكررت.. مثل (لا في الدار خبزٌ ولا ماءٌ).
    4- ألاَّ تسبق بحرف جر مثل (حضروا بلا كتبٍ)، إذ لا عمل لها هنا البتة غير إفادة النفي، وما بعدها مجرور بحرف الجر قبلها.
    هذا واسم ((لا)) منصوب إن كان مضافاً أَو شبه مضاف مثل (لا رجل خيرٍ مذمومٌ، لا كريماً أَصلهُ مكروهٌ، لا آمراً بمعروفٍ خاسرٌ، لا مكرمي فقرائهم نادمون.. إلخ) وظاهر أَن الشبيه بالمضاف هو الصفة العاملة فيما بعدها.
    فإِذا لم يكن اسم ((لا)) مضافاً ولا شبيهاً بالمضاف بني على ما ينصب به مثل: (لا خيرَ ضائع، لا متآخييْن يخسران، لا فاضلاتِ مذمومات).
    وتعتبر ((لا)) مع اسمها في محل رفع على الابتداءِ، وهذا الاعتبار صناعي بحت.
    ب- وهذا حكم ((لا)) أن تكررت وحكم التابع لاسمها عطفاً أَو نعتاً نذكرهما للتدريب:
    أَ- في الجملة (لا حولَ ولا قوَّةَ إِلا بالله) أَوجه خمسة:
    1- بناء الاسمين على أنهما اسمان لـ((لا)) 2- بناء الأول ورفع الثاني: (لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله) بعطف قوة على محل (لا حولَ) ومحلهما عندهم الابتداء 3- بناء الأول ونصب الثاني عطفاً على محل اسم لا: (لا حول ولا قوةً إلا بالله) وهذا أضعف الأوجه. 4- رفع الأول وبناء الثاني: (لا حولٌ ولا قوةَ إلا بالله). 5- رفع الاسمين معاً بإهمال ((لا)) في الموضعين (لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله).
    ب- إذا اتبع اسم ((لا)) غير المكررة معطوف أَو نعت جاز فيه النصب إتباعاً للفظ، والرفع إتباعاً لمحل (لا مع اسمها)، تقول: (لا طالبَ وطالبةً في القاعة: لا طالبَ وطالبةٌ في القاعة، لا رجلَ فاضلاً خاسر: لا رجلَ فاضلٌ خاسر) ومراعاة اللفظ أَحسن.
    فإن كان التابع نعتاً متصلاً بالاسم غير مضاف ولا شبيهاً بالمضاف، جاز الوجهان المتقدمان ووجه ثالث هو بناؤُه على الفتح: (لا رجلَ فاضلَ خاسر) فمتى فصلتَ أَو أَضفت لم يجز هذا الوجه الثالث، تقول: (لا رجلَ ذا فضل خاسر: لا رجل ذو فضلٍ) وامتنع البناءُ.
    خاتمة - قد يكتفي العرب بأحد معمولي ((لا)) إذا عرف الآخر فيحذفونه مثل: (لا ضيرَ، لا بأْسَ..) فقد حذفوا الخبر وتقديره (عليك)، ((لا فوتَ)) بحذف ((لهم))، ((لاشك)) حذفوا ((في ذلك)).. إلخ وأحياناً يعكسون فيقولون: ((لا عليك)) بحذف الاسم ((بأْسَ)).
    بحر
    بحر
    عضو سوبر ستار
    عضو سوبر ستار


    عدد الرسائل : 208
    العمر : 37
    تاريخ التسجيل : 17/05/2008

    قواعد اللغة العربية كاملة 11 Empty رد: قواعد اللغة العربية كاملة 11

    مُساهمة  بحر 25/5/2008, 06:49

    الشواهد:

    (أ)
    1- {إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}

    [القصص: 28/77]
    2- {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ}

    [الأعراف: 7/100]
    3- {إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ}

    [المنافقين: 62/1]
    4- {قُلْ إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّما إِلَهُكُمْ إِلَهٌ واحِدٌ}

    [الكهف: 18/112]
    5- {فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}

    [الصافات: 37/144- 145]
    6- {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِالشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ}

    [الأنفال: 8/8]
    7- {وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

    [الأنعام: 6/54]
    8- {إِنَّ لَكَ أَلاّ تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرَى، وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيها وَلا تَضْحَى}

    [طه: 20/118- 119]
    9- {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}

    [البلد: 90/6]
    10- {قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشّاهِدِينَ}

    [المائدة: 5/113]
    11- {أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسَى، وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى، أَنْ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسانِ إِلاّ ما سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى}

    [النجم: 53/37- 41]
    12- {وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}

    [التوبة: 9/3]
    13- {إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرْضِ مِمّا يَأْكُلُ النّاسُ وَالأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهاوَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}

    [يونس: 10/35]



    بحر
    بحر
    عضو سوبر ستار
    عضو سوبر ستار


    عدد الرسائل : 208
    العمر : 37
    تاريخ التسجيل : 17/05/2008

    قواعد اللغة العربية كاملة 11 Empty رد: قواعد اللغة العربية كاملة 11

    مُساهمة  بحر 25/5/2008, 06:50

    المنصوب من الأسماء
    ما خلا من الإسناد والإضافة إلى اسم أو حرف فموضعه النصب، وأفراده: المفعول المطلق، والمفعول به، والمفعول لأجله، والمفعول معه، والمفعول فيه، والحال، والتمييز، والمستثنى، والمنادى، وتابع المنصوب.



    المفعول المطلق
    أغراضه - ما ينوب عنه - حذف عامله - الكلمات الملازمة للمصدرية
    أَ- المفعول المطلق مصدر يذكر مع فعل أَو شبهة من لفظه لأَحد أَغراض أَربعة:
    1- لتوكيده، مثل: أَعدو كل صباح عدْواً. أَنا مسرور بك سروراً. هذا عطاؤُك عطاءً مباركاً.
    2- أَو لبيان نوعه، مثل: يأْكل إِكلةَ العجلان ويجتهد اجتهاد الطامحين.
    3- أَو لبيان عدده: أَستريح في كل مرحلة استراحتين وأَشرب شرباتٍ أربعاً.
    4- أَو يذكر بدلاً من لفظ فعله مثل: صبراً على الأَهوال.
    والأَول والرابع لا يثنيان ولا يجمعان، أَما المصادر المفيدة عدداً فتثنى وتجمع كما رأَيت، والمفيدة نوعاً تثنى أَيضاً وتجمع إِذا تعددت أَنواعها مثل العلوم والآداب والفنون.
    وناصب المفعول المطلق الفعل المذكور معه أَو شبهه كالمصدر والمشتقات.
    وهو ينصب محلّىً بـ(ال) الجنسية أَو العهدية مثل (قرأْت القراءَة التي تعرف، ذهبت الذهابَ)، أَو مضافاً مثل (يسير سيْرَ المتّئدين) أو مجرداً من (ال) والإِضافة مثل: (قمت قياماً).
    ويسمون المصدر المذكور للتوكيد أَو بدلاً عن فعله ((مبهماً))، والمبين نوعاً ما أَو عدداً، ((مختصاً)) نظراً إلى الصفة الزائدة فيه.
    ب- ينوب عن المصدر أَحد عشر شيئاً:
    1- اسم المصدر: سلمت عليه سلاماً.
    2- مرادفه أو مقاربه: فرحت جذلاً، قمت وقوفاً.
    3- ملاقيه في الاشتقاق: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} فتبتيل ليست مصدراً لـ(تبتل).
    4- صفته: أَكل أَخوك كثيراً (الأَصل: أَكل أخوك أَكلاً كثيراً) فنابت صفة المصدر (أَكلاً) منابه.
    ومن صفة المصادر هذه الكلمات (كل، بعض، أَيّ الكمالية) حين تضاف إلى المصادر مثل: (رضي كلَّ الرضى، فهمَ بعضَ الفهم. فرحت أيَّ فرح)، لأَن أَصل هذه الكلمات صفات للمصادر المحذوفة والتقدير: (رضي رضىً كلَّ الرضى، فهم فهماً بعضَ الفهم، فرحت فرحاً أَيَّ فرح) فلما حذفت المصادر نابت صفاتها منابها.
    5- نوعه: رجعوا القهقرى، قعد القرفصاءَ. وأَصل التركيب رجعوا رجوعَ القهقرى، قعد قعودَ القرفصاءِ.
    6- عدده: ركعت أَربعَ ركعات.
    7- آلته التي يكون بها عُرفاً: ضربته عصاً، رشقنا العدو رصاصاً.
    8- ضميره: أَكرمني أَخوك إِكراماً ما أكرمه أَحداً (الأَصل: ما أَكرم الإِكرامَ أَحداً).
    9- الإشارة إليه: عاتبته فغضب ذلك الغضب (الأصل: فغضب الغضبَ ذلك).
    10- (ما) و((أيّ)) الاستفهاميتان، و((ما ومهما وأَيّ)) الشرطيات إذا دلت جميعاً على الحدث:
    تقول في الاستفهام: (ما نمتَ؟) بمعنى: (أَيَّ نوم نمت؟) (سترى: أَيَّ نجاح أَنجح؟).
    وتقول في الشرط: ما تنمْ تسترحْ، مهما تفرحْ ينفعْك، أي مشيٍ تمشِ يفدْك.
    جـ- حذف عامل المفعول المطلق:
    أَما المصدر المؤكد لفعله مثل (حضرت حضوراً) فلا يحذف فعله لأَن المصدر لم يذكر إِلا لتوكيده وتقويته، ولا يؤكد إِلا مذكور.
    وأَما المصادر غير المؤكدة فيجوز حذف عاملها إِن دل عليه دليل: يسألك سائل (ما أَجبتَ الأَمير؟) فتقول: (إِجابةً حسنة) حاذفاً الفعل (أَجبتُه) لأَن السؤال يدل عليه.
    وإنما يجب حذف العامل في المصادر النائبة عن فعلها في المواضع الآتية:
    1- في الطلب أَمراً أَو نهياً أو دعاءً أو استفهاماً، تقول في الأَمر: (صبراً يا أَخي على مصابك)، وفي النهي (إِقداماً لا تأَخراً) الأَصل: (لا تتأَخر تأَخراً). وتقول في الدعاءِ لإنسان: (سقياً له ورعياً)، وفي الدعاءِ عليه: (تباً له وتعساً).
    أَما الاستفهام فيجب حذف الفعل معه إذا دل على توبيخ أَو توجع أَو تعجب مثل: (أَكسلاً وقد جد منافسوك؟)، (أَمرضاً وفقراً وتأَلبَ أَعداء؟)، (أَحنيناً ولم يبعد عهدك بوطنك؟!).
    2- مصادر مسموعة شاع استعمالها ولا أَفعال معها، ولكن القرائن دالة عليها مثل: (سمعاً وطاعة، عجباً، حمداً وشكراً لا كفراً، معاذَ الله) وورد أَيضاً في الاستجابة إِلى أَمر: (أَفعلُه وكرامةً ومسرة) وفي عدمها: (لا أَفعله ولا كيداً ولا همّاً) بمعنى: لا أَفعل، ولا أَكاد أَفعل، ولا أَهمٌّ بأَن أَفعل. وقالوا أيضاً (لا فعلته ورغماً وهواناً).
    ومن المفيد أَن نعرض هنا طائفة من هذه المصادر المسموعة لدورانها على الأَلسنة:
    فمنها ما لا يستعمل إلا مضافاً مثل: (سبحان الله، معاذَ المروءَة)، وقد ورد منها مثناةً المصادر الآتية: (لبَّيْك، لبيْك وسعْديْك، وحنانيْك؟ دوالَيْك، حذاريْك) والمتكلم يريد بذلك التكثير فكأَنه يقول: تلبيةً لك بعد تلبية. حناناً بعد حنان. إلخ.
    ومنها ما استعمل غير مضاف كالأَمثلة الأُولى وكـ(حِجْراً محجوراً، حِجراً) بمعنى (منعاً ممنوعاً، منعاً).
    3- في تفصيل مجمل أَو بيان عاقبة مثل: {فَشُدُّوا الوَثاقَ فَإِمّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمّا فِداءً} وكقولك: سأَسعى فإما نجاحاً وإِما إخفاقاً.
    4- بعد جملة يؤكد المصدر مضمونها أَو يدفع احتمال المجاز فيها، فالأَول كقولك: (لك علي أَلفٌ اعترافاً)؛ والثاني كقولك: (هذا أَخي حقاً) ولولا (حقاً) لاحتمل الكلام الأُخوة المجازية.
    ومن ذلك: لا أَفعله بتةً، البتةَ، بتاتاً، بتّاً.
    5- إِذا كرر المصدر أَو حصر أَو استفهم عنه وكان عامله خبراً عن اسم عين مثل: (أَنت رحيلاً رحيلاً)، (إنما أَنت رحيلاً)، (أَأَنت رحيلاً؟) والمقدّر في ذلك كله فعل ((ترحلُ)) أَو ((راحلٌ)).
    6- أَن يكون فعلاً علاجياً تشبيهياً بعد جملة مشتملة عليه وعلى صاحبه: مررت على أَخيك فإِذا له بكاءٌ بكاءَ ثكلى. استمعت إِلى خالد فإِذا له سجعٌ سجعَ حمام.
    فإِن لم تتقدم جملة أَو كان الفعل غير علاجي وجب الرفع تقول: لأَخيك بكاءُ ثكلى، لخالد ذكاءُ داهية.
    هذا وقد سمعوا المصادر التي لا تستعمل إلا مفعولاً مطلقاً مثل: (سبحانَ، لبيْك، معاذَ إلخ) بالمصادر غير المتصرفة وهي معدودة، وغيرها مما يريد مفعولاً وغيرَ مفعول مصادرَ متصرفة.
    الشواهد:



    (أ)
    1- {قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ}



    [المائدة: 5/115]
    2- {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَباتاً، ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً}



    [نوح: 71/17- 18]
    3- {إِلاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}



    [الشعراء: 26/227]
    4- {قالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً}



    [الإسراء: 17/63]
    5- {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً} ......... {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً}



    [الإسراء: 17/74- 80]
    6- {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثاقَ فَإِمّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها}



    [محمد: 47/4]
    الوقوف لا يرادف القيام وإنما يقاربه، لأنه يكون من سيْر والقيام يكون من قعود، تقول كنت ماشياً فوقفت، وكان قاعداً فقام.
    ((القرفصاء رفع الرجلين إلى البطن وضم اليدين عليهما، وقد يضمان مع الظهر بثوب)).
    هناك مصادر لا أفعال لها مثل (ويل، ويب) في الدعاء على الإنسان، و(ويح، ويْس) في الدعاء له. و(بلهاً) يقدرون لها عاملاً من معناها ولا يلفظونه فـ(ويحَ فلان) بمعنى (رحمةً له) و(بلهاً الجدل) بمعنى (اتركه).
    ومتى أُضيفت هذه المصادر وجب نصبها، فإذا لما تضف جاز النصب والابتداء بها تقول: (ويلٌ للظالم، وويلاً للظالم)، أما مثل (ويلَ الظالم) إذا أضيفت فليس غير النصب.
    بت بمعنى قطع، وهذه مصادر كلها بمعنى (قطعاً). وهمزة (البتة) وصل، وهناك لغة رديئة تجعلها همزة قطع.

      الوقت/التاريخ الآن هو 13/11/2024, 23:36