هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    مقام للشعر

    avatar
    RAMI
    مشرف منتدى عالم الرياضة والرياضيين و مراقب منتدى برامج الكمبيوتر والحواسب
    مشرف منتدى عالم الرياضة والرياضيين و مراقب منتدى برامج الكمبيوتر والحواسب


    عدد الرسائل : 438
    العمر : 100
    تاريخ التسجيل : 04/05/2008

    مقام للشعر Empty مقام للشعر

    مُساهمة  RAMI 19/5/2008, 06:18

    ليس للشعر مكانٌ ينتمي فيه إلى التاريخِ،‏

    والتاريخُ أوراقٌ من القرمزِ، أحجارُ دمٍ أو أرجوانْ..‏

    سيجتهُ بالرقى الأيدي،‏

    ولم يبقَ من الأسلافِ إلا رقمٌ، أو كتلةٌ من لغةٍ..‏

    لم يبقَ حتى حنجرهْ!‏

    فلماذا يخرجُ الشاعر من قبرٍ ليلقى مقبرهْ؟‏

    ولماذا هامَ في منديلِ عشقٍ وكتابٍ من تعاويذَ ودنيا من غزلْ‏

    وهو يطفو بين أشكالِ كلامٍ وعلاقاتِ عملْ!‏

    ولماذا فتنتهُ ريشةٌ أو محبرهْ؟‏

    ومتى يشرقُ في معنى وسرٍ وبيانْ؟‏

    ليس للشعر مكانْ!‏

    وأنا لستُ أنا.. لم أكنِ البذرةَ من قبلُ،‏

    ولم يبقَ سوى حلمٍ تجلى خلفَ نارٍ ودخانْ..‏

    ما الذي يسندني؟‏

    لم يبقَ إلا حائطٌ يهوي، وتهوي قنطرهْ!‏

    ليس للشاعرِ وجهٌ أو لسانٌ أو يدانْ..‏

    وعليهِ أن يرى أرضاً كأنثى حيوانْ..‏

    نزفتْ، إذ لُقِّحتْ، أو أنتجتْ حقلَ جثثْ‏

    بينما يُغلبُ شعبٌ من ترابٍ وهواءٍ وحبوبٍ ومياهٍ،‏

    وتوافيهِ حروبٌ وسياساتٌ بورشاتٍ من النثرِ،‏

    بفحمٍ وشعاراتٍ، بكلسٍ ودعاياتٍ..‏

    فهل يصحبُ رؤياهُ هوى أم هذيانْ؟‏

    أفسادٌ أم عبثْ؟‏

    فيه باختْ فرجةٌ، واكتملتْ:‏

    ضمٌ وشمٌّ نشيدٌ ومديحٌ وقبلْ..‏

    أهو العالم يغفو، ثم يصحو بين أشكالِ الخبثْ!‏

    فضلاتٌ ونفاياتٌ... عقودٌ.. شركاتٌ...‏

    وعلى الروبوتِ أن ينتجَ مشروعَ نظامٍ وبطلْ!‏

    *‏

    ليسَ للشعرِ إذاً شُغلٌ!‏

    وفي المسرحِ لم يبقَ سوى السطحِ من الديكورِ لهْ!‏

    فلماذا الشعرُ والمعنى؟‏

    وماذا ستربّي كلماتٌ أتأمتْ أرجوحةً أو سنبلهْ؟‏

    وأنا لستُ أنا.. ما كنتُ حراً وقوياً وعلياً كجبلْ!‏

    هو سحرٌ أم كلامٌ محتملْ!‏

    ليسَ للشعرِ ضرورهْ..‏

    ينتهي التاريخُ أو يبتدىءُ التاريخُ،‏

    والشاعرُ ما زال غريباً ووحيدا‏

    بينما المخرجُ يدعوهُ، ويدعوني، لدورٍ مبتذلْ!‏

    ربما كانَ شهيداً.. ربما كنتُ شريداً وطريدا..‏

    فمتى يستيقظُ الشاعرُ والشعرُ جذورهْ؟‏

    ومتى يبتدىءُ الشاعر والشعرُ حضورهْ؟‏

      الوقت/التاريخ الآن هو 14/11/2024, 20:14