هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    بَانَت سُعادُ وَأَمسَى

    بحر
    بحر
    عضو سوبر ستار
    عضو سوبر ستار


    عدد الرسائل : 208
    العمر : 36
    تاريخ التسجيل : 17/05/2008

    بَانَت سُعادُ وَأَمسَى Empty بَانَت سُعادُ وَأَمسَى

    مُساهمة  بحر 17/5/2008, 15:05

    بَانَت سُعادُ وَأَمسَى حَبلُها انقَطَعـا

    وَاحتَلَّتِ الغَمرَ فَالجُدَّيـنِ فَالفَرعـا

    وَأَنكَرَتنِـي وَما كَانَ الَّذي نَكِـرَت

    مِنَ الحَوادِثِ إِلاَّ الشَيـبَ وَالصَلَعـا

    قَد يَترُكُ الدَهرُ فِي خَلقـاءَ راسِيَـةٍ

    وَهياً وَيُنزِلُ مِنها الأَعصَمَ الصَدَعـا

    بانَت وَقَد أَسأَرَت فِي النَفسِ حاجَتَها

    بَعدَ ائتِلافٍ وَخَيـرُ الـوُدِّ مَا نَفَعـا

    وَقَد أَرانـا طِلابـاً هَـمَّ صاحِبِـهِ

    لَو أَنَّ شَيئـاً إِذا مَا فاتَنـا رَجَعـا

    تَعصي الوُشاةَ وَكانَ الحُـبُّ آوِنَـةً

    مِمَّا يُزَيِّـنُ لِلمَشغـوفِ مَا صَنَعـا

    وَكانَ شَيءٌ إِلَـى شَـيءٍ فَفَرَّقَـهُ

    دَهرٌ يَعودُ عَلى تَشتيتِ مَـا جَمَعـا

    وَمَا طِلابُكَ شَيئاً لَسـتَ مُدرِكَـهُ

    إِن كانَ عَنكَ غُرابُ الجَهلِ قَد وَقَعا

    تَقولُ بِنتِـي وَقَد قَرَّبـتُ مُرتَحَـلاً

    يَا رَبِّ جَنِّب أَبِي الأَوصابَ وَالوَجَعا

    وَاستَشفَعَت مِن سَراةَ الحَيِّ ذا شَرَفٍ

    فَقَد عَصاها أَبوها وَالَّـذي شَفَعـا

    مَهـلاً بُنَـيَّ فَـإِنَّ الـمَرءَ يَبعَثُـهُ

    هَمٌّ إِذا خالَـطَ الحَيـزومَ وَالضِلَعـا

    عَلَيكِ مِثلُ الَّذي صَلَّيتِ فَاغتَمِضـي

    يَوماً فَإِنَّ لِجَنبِ الـمَرءِ مُضطَجَعـا

    وَاِستَخبِري قافِلَ الرُكبانِ وَانتَظِـري

    أَوبَ المُسافِرِ إِن رَيثـاً وَإِن سَرعـا

    كُونِي كَمِثلِ الَّتِي إِذ غابَ وافِدُهـا

    أَهدَت لَهُ مِن بَعيدٍ نَظـرَةً جَزَعـا

    وَلا تَكونِي كَمَن لا يَرتَجـي أَوبَـةً

    لِذي اغتِرابٍ وَلا يَرجو لَـهُ رِجَعـا

    مَا نَظَرَت ذاتُ أَشفـارٍ كَنَظرَتِهـا

    حَقّاً كَما صَدَقَ الذِئبِيُّ إِذ سَجَعـا

    إِذ نَظَرَت نَظـرَةً لَيسَـت بِكاذِبَـةٍ

    إِذ يَرفَعُ الآلُ رَأسَ الكَلبِ فَارتَفَعـا

    وَقَلَّبَـت مُقلَـةً لَيسَـت بِمُقرِفَـةٍ

    إِنسانَ عَينِ وَمُؤقاً لَم يَكُـن قَمعـا

    قالَت أَرى رَجُلاً فِي كَفِّـهِ كَتِـفٌ

    أَو يَخصِفُ النَعلَ لَهفي أَيَّـةً صَنَعـا

    فَكَذَّبوهـا بِما قالَـت فَصَبَّحَهُـم

    ذو آلِ حَسّانَ يُزجي المَوتَ وَالشِرَعا

    فَاستَنزَلوا أَهلَ جَـوٍّ مِن مَساكِنِهِـم

    وَهَدَّموا شَاخِصَ البُنيـانِ فَاتَّضَعـا

    وَبَلدَةٍ يَرهَـبُ الجَـوّابُ دُلجَتَهـا

    حَتّى تَراهُ عَلَيـها يَبتَغـي الشِيَعـا

    لا يَسمَعُ الـمَرءُ فِيـهَا مَا يُؤَنِّسُـهُ

    بِاللَيلِ إِلاَّ نَئيـمَ البـومِ وَالضُوَعـا

    كَلَّفتُ مَجهولَها نَفسي وَشايَعَنِـي

    هَمِّي عَلَيـها إِذا مَـا آلُهـا لَمَعـا

    بِذاتِ لَـوثٍ عَفَرنـاةٍ إِذا عَثَـرَت

    فَالتَعسُ أَدنَى لَها مِن أَن أَقولَ لَعـا

    تَلوي بِعِذقِ خِصابٍ كُلَّما خَطَـرَت

    عَن فَرجِ مَعقومَةٍ لَـم تَتَّبِـع رُبَعـا

    تَخالُ حَتماً عَلَيها كُلَّـما ضَمَـرَت

    مِنَ الكَلالِ بِأَن تَستَوفِـيَ النِسعـا

    كَأَنَّها بَعدَما أَفضَـى النَجـادُ بِهـا

    بِالشَيَّطَيـنِ مَهـاةٌ تَبتَغـي ذَرَعـا

    أَهوى لَها ضابِئٌ فِي الأَرضِ مُفتَحِصٌ

    لِلحَمِ قِدماً خَفِيُّ الشَخصِ قَد خَشَعا

    فَظَلَّ يَخدَعُها عَن نَفـسِ واحِدِهـا

    فِي أَرضِ فَيءٍ بِفِعلٍ مِثلُـهُ خَدَعـا

    حانَت لِيَفجَعَـها بِابـنٍ وَتُطعِمَـهُ

    لَحماً فَقَد أَطعَمَت لَحماً وَقَد فَجَعا

    فَظَلَّ يَأكُـلُ مِنـهَا وَهـيَ راتِعَـةٌ

    حَدَّ النَهـارِ تُراعـي ثيـرَةً رُتُعـا

    حَتّى إِذا فيقَةٌ فِي ضَرعِها اجتَمَعَـت

    جاءَت لِتُرضِعَ شِقِّ النَفسِ لَو رَضَعـا

    عَجلاً إِلَى المَعهَدِ الأَدنَـى فَفاجَأَهـا

    أَقطاعُ مَسكٍ وَسافَت مِن دَمٍ دُفَعـا

    فَانصَرَفَت فاقِداً ثَكلَـى عَلى حَـزَنٍ

    كُلٌّ دَهاها وَكُلٌّ عِندَهـا اجتَمَعـا

    وَذاكَ أَن غَفَلَت عَنـهُ وَمَا شَعَـرَت

    أَنَّ المَنِيَّـةَ يَومـاً أَرسَلَـت سَبُعـا

    حَتَّى إِذا ذَرَّ قَرنُ الشَمسِ صَبَّحَهـا

    ذُؤالُ نَبهانَ يَبغـي صَحبَـهُ المُتَعـا

    بِأَكلُبٍ كَسِـراعِ النَبـلِ ضارِيَـةٍ

    تَرَى مِنَ القِدِّ فِـي أَعناقِهـا قِطَعـا

    فَتِلكَ لَم تَتَّرِك مِن خَلفِـها شَبَـهاً

    إِلاَّ الدَوابِـرَ وَالأَظـلافَ وَالزَمَعـا

    أَنضَيتُها بَعدَمَا طـالَ الهِبـابُ بِهـا

    تَأُمَّ هَـوذَةَ لا نِكسـاً وَلا وَرَعـا

    يَا هَوذَ إِنَّكَ مِن قَومٍ ذَوي حَسَـبٍ

    لا يَفشَلـونَ إِذا مَا آنَسـوا فَزَعـا

    هُمُ الخَضارِمُ إِن غابوا وَإِن شَهِـدوا

    وَلا يُرَونَ إِلَـى جاراتِهِـم خُنعـا

    قَـومٌ بُيوتُهُـمُ أَمـنٌ لِجـارِهِـمُ

    يَوماً إِذا ضَمَّتِ المَحضورَةُ الفَزَعـا

    وَهُم إِذا الحَربُ أَبدَت عَن نَواجِذِها

    مِثلُ اللُيوثِ وَسُـمٍّ عاتِـقٍ نَقَعـا

    غَيثُ الأَرامِـلِ وَالأَيتـامِ كُلِّهِـمُ

    لَم تَطلُعِ الشَمسُ إِلاَّ ضِـرَّ أَو نَفَعـا

    مَن يَلقَ هَوذَةَ يَسجُد غَيـرَ مُتَّئـبٍ

    إِذا تَعَصَّبَ فَوقَ التـاجِ أَو وَضَعـا

    لَـهُ أَكـاليـلُ بِاليـاقوتِ زَيَّنَهـا

    صُوّاغُها لا تَـرَى عَيبـاً وَلا طَبَعـا

    وَكُـلُّ زَوجٍ مِنَ الديبـاجِ يَلبَسُـهُ

    أَبو قُدامَـةَ مَحبـوّاً بِـذاكَ مَعـا

    لَم يَنقُصِ الشَيبُ مِنهُ ما يُقـالُ لَـهُ

    وَقَد تَجاوَزَ عَنهُ الجَهـلُ فَانقَشَعـا

    أَغَرُّ أَبلَجُ يُستَسقَـى الغَمـامُ بِـهِ

    لَو صارَعَ الناسَ عَن أَحلامِهِم صَرعا

    قَد حَمَّلوهُ فَتِيَّ السِـنِّ مَا حَمَلَـت

    ساداتُهُم فَأَطاقَ الحِمـلَ وَاضطَلَعـا

    وَجَرَّبـوهُ فَمـا زادَت تَجارِبُهُـم

    أَبا قُـدامَـةَ إِلاَّ الحَـزمَ وَالفَنَعـا

    مَن يَرَ هَـوذَةَ أَو يَحـلُل بِساحَتِـهِ

    يَكُـن لِهَـوذَةَ فيـما نابَـهُ تَبَعـا

    تَلقَى لَـهُ سـادَةَ الأَقـوامِ تابِعَـةً

    كُلٌّ سَيَرضَى بِأَن يُرعى لَـهُ تَبعـا

    يَا هَوذُ يَا خَيرَ مَن يَمشي عَلى قَـدَمٍ

    بَحرَ المَواهِـبِ لِلـوُرّادِ وَالشَرَعـا

    يَرعَى إِلَى قَولِ سَادَاتِ الرِجـالِ إِذا

    أَبدَوا لَهُ الحَزمَ أَو مَا شـاءَهُ ابتَدَعـا

    وَمَا مُجاوِرُ هيتٍ إِن عَرَضـتَ لَـهُ

    قَد كانَ يَسمُو إِلَى الجُرفَينِ وَاِطَّلَعـا

    يَجيشُ طوفانُهُ إِذ عَـبَّ مُحتَفِـلاً

    يَكادُ يَعلُـو رُبَى الجُرفَيـنِ مُطَّلِعـا

    طابَت لَهُ الريحُ فَامتَـدَّت غَوارِبُـهُ

    تَـرَى حَوالِبَـهُ مِن مَوجِـهِ تَرَعـا

    يَوماً بِأَجـوَدَ مِنـهُ حيـنَ تَسأَلُـهُ

    إِذ ضَنَّ ذُو المالِ بِالإِعطاءِ أَو خَدَعـا

    سائِل تَميـماً بِـهِ أَيّامَ صَفقَتِهِـم

    لَمّا أَتَوهُ أَسـارى كُلَّهُـم ضَرَعـا

    وَسطَ المُشَقَّرِ فِي عَيطـاءَ مُظلِمَـةٍ

    لا يَستَطيعونَ فيـها ثَـمَّ مُمتَنَعـا

    لَو أُطعِموا المَنَّ وَالسَلوى مَكانَهُـمُ

    مَا أَبصَرَ الناسُ طُعماً فيهِـمُ نَجَعـا

    بِظُلمِهِم بِنِطـاعِ المَلـكَ ضاحِيَـةً

    فَقَد حَسَوا بَعدُ مِن أَنفاسِهِم جُرَعـا

    أَصابَهُم مِن عِقابِ المَلـكِ طائِفَـةٌ

    كُلُّ تَميـمٍ بِما فِي نَفسِـهِ جُدِعـا

    فَقالَ لِلمَلكِ سَـرِّح مِنهُـمُ مِئَـةً

    رِسلاً مِنَ القَولِ مَخفوضاً وَمَا رَفَعـا

    فَفَـكَّ عَن مِئَـةٍ مِنهُـم وِثاقَهُـمُ

    فَأَصبَحوا كُلَّهُـم مِن غُلَّـةِ خُلِعـا

    بِهِم تَقَرَّبَ يَومَ الفِصـحِ ضاحِيَـةً

    يَرجو الإِلَهَ بِما سَـدّى وَما صَنَعـا

    وَما أَرادَ بِها نُعمـى يُثـابُ بِهـا

    إِن قالَ كَلمَةَ مَعروفٍ بِهـا نَفَعـا

    فَلا يَرَونَ بِذاكُـم نِعمَـةً سَبَقَـت

    إِن قالَ قائِلُها حَقًّـا بِهـا وَسَعـى

    لا يَرقَعُ الناسُ مَا أَوهى وَإِن جَهَدوا

    طولَ الحَياةِ وَلا يوهـونَ ما رَقَعـا

    لَمّا يُـرِد مِن جَميـعٍ بَعـدُ فَرَّقَـهُ

    وَما يُرِد بَعدُ مِن ذي فُرقَـةٍ جَمَعـا

    قَد نالَ أَهلَ شَبامٍ فَضـلُ سُـؤدَدِهِ

    إِلَى المَدائِنِ خاضَ المَـوتَ وَاِدَّرَعـا

      الوقت/التاريخ الآن هو 28/4/2024, 09:27