هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    فإنهم يألمون3

    avatar
    TEC_FORCE
    عضو سوبر ستار
    عضو سوبر ستار


    عدد الرسائل : 103
    تاريخ التسجيل : 02/05/2008

    فإنهم يألمون3 Empty فإنهم يألمون3

    مُساهمة  TEC_FORCE 7/5/2008, 15:35


    رابعاً: الأذى والمخاطر
    ربما يشعر الذين يقومون بالدعوة لهذا الدين أنهم يتحملون الأذى والمخاطر، وهو شأن ليس خاصاً بالدعاة إلى دين الله عز وجل وحده، بل هو شأن السابقين كلهم كما قال تبارك وتعالى : [إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله] ، ها هو عبدالله بن سبأ وأصحابه تعرضوا لما تعرضوا له، فمنهم من قتل، وطوائف منهم حرّقهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لما غلو فيه ووافقه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلهم لكنهم خالفوه في طريقة قتلهم، هاهم أولئك بذلوا نفوسهم، وتحملوا التحريق والأذى في سبيل دعوتهم.
    ولو قدر لك أن تقرأ عن سيرة بعض الطوائف الضالة ومنها على سبيل المثال طائفة نشأت قريباً وهي البابية ونشأت عنها البهائية، لو قدر لك أن تقرأ تلك المخاطر والأذى الذي تحمله زعيمهم الباب حتى سجن مرات عدة، وحتى أعدم هناك في إيران وما بذلته داعيتهم الكبيرة المسماة بقرة العين والتي يلقبونها بالطاهرة حيث سافرت من إيران، وسافرت إلى العتبات المقدسة كما يسمونها، وبذلت ما بذلت وتحملت المضايقة والأذى والمطاردة من أهلها ، وما بذله خلف الباب البهاء وصاحبه حتى أوذوا وسُجنوا وطردوا من إيران، ثم ذهبوا إلى العراق وطردوا من هناك حتى ذهب أحدهم إلى قبرص والآخر إلى عكا، لقد دفعوا ثمناً باهظاً وتحملوا أذى ومخاطر في سبيل نشر مبدئهم الضال.
    وما يتحمله تجار المخدرات ومروجوها، إن كل هؤلاء يعلم الواحد منهم وهو يدخل هذا الطريق أنه يعرض حياته للخطر، ويعيش حياته كلها وقد سيطر عليه القلق، وهو ينتظر أن يقع في فخ أولئك الذين يريدون أن يصطادوه بالجرم المشهود، ومع كل ما يبذل في مواجهة أولئك المجرمين العتاة فإن هذا لم يصدهم عن جرائمهم، وهم يعلمون أنهم إنما يسعون لدمار البشرية، وهم يعلمون أنه لا يوجد عاقل في الدنيا يقر هؤلاء على فسادهم وجرمهم وضلالهم، ومع ذلك يتحملون اللأواء في سبيل تحصيل حطام الدنيا، أو ربما في سبيل تحقيق أهدافهم من إفساد المجتمعات ، ويدفعون الثمن الباهظ.
    وانظروا إلى ما يتعرض إليه المنصرون من المخاطر … منذ عام 1965م إلى عام 1980م أي خلال خمسة عشر عاماً قُتل في مجاهل إفريقيا 218 منصراً كاثوليكيًّا ، و139 منصراً بروتستانتياً أي معدل منصرين كل شهر، ومع ذلك يصر هؤلاء وهم يقدمون كل شهر اثنين من المنصرين الذين تعبوا في تعليمهم وتدريبهم ، يصرون على نشر باطلهم ومذهبهم.
    وفي كولومبيا وحدها قتل 126 منصراً خلال عشر سنوات، وفي نفس الوقت أغلقت الحكومة الكولومبية 279 مدرسة و60 كنيسة بروتستانتية، وأعدمت حكومة نيكاراجوا 6 من الرهبان المنصرين الكاثوليك عشية زيارة الباب لأمريكا الوسطى، إذن فهؤلاء الذين الآن يتربعون على عرش الدعاة إلى المبادئ في العالم كله، والذين يُتَحدث عنهم من خلال أرقام فلكية، وأرقام قياسية هاهم يتحملون المرض والمصائب والقتل والمضايقة والأذى في سبيل نشر دعوتهم ومبادئهم الضالة.




    خامساً: تحمل الفشل والإحباط
    يقول البعض إنني أعمل وأبذل فأواجه مواقف من الإحباط والفشل ،والإحباط والفشل ليسا وقفاً عليكم وحدكم، بل أنتم وحدكم الذين لا تعرفون الفشل لأن جهدكم حين تضيع ثمرته العاجلة وحين لا يستجاب لأحدكم فأجره مدخر عند الله تبارك وتعالى، ولا شك أن كلاًّ منا يريد أن يرى ثمرة دعوته ونتاجها عاجلاً ، لكنه حين لا يرى ذلك فهذا لا يعني الفشل ، ولا يعني الإحباط فأجره مدخر عند الله تبارك وتعالى ، أما غيركم فيعاني من ذلك أكثر مما تعانون.
    لقد عرضنا جانباً مذهلاً من جهود المنصرين، وهم من أكثر الناس إحباطاً، في تقرير قدمه أحدهم كان موضوعه (مقارنة بين وضع الإسلام والنصرانية في شمال إفريقيا) بعد أن قدم هذا التقرير جاءت تعقيبات عليه منها : يقول أحدهم : قرأت ذلك والأسف يملك نفسي، ماذا كان يفعل الفرنسيون والإيطاليون عندما كانوا هناك … والثاني يقول : إحصائيات مدمرة . والثالث يقول : إن الصورة التي رسمها الأب لفنكستون للنصرانية في شمال إفريقيا هي صورة كئيبة بالتأكيد … وفي دراسة أخرى في مقارنة بين وضع النصرانية والإسلام في جنوب شرق آسيا … يقول أولئك أنهم خلال خمس سنوات في تايلند استطاعوا أن ينصروا 28 من المسلمين فقط - خلال خمس سنوات - وبعد ذلك رجع منهم اثنان إلى الإسلام … بقي أن تعلموا أن كل هؤلاء الذين نصّروا كانوا مصابين بمرض الجذام وكان دخولهم في النصرانية إنما هو لا يعدو أن يكون ثمناً لتحصيل هذا العلاج.
    والمثال الثاني: الإحباط والفشل الذي يعاني منه أصحاب الشهوات، إنهم يعانون حتى يحصلوا شهواتهم من الأذى والجحيم داخل أنفسهم. كما قال تبارك وتعالى : [فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم] ، إن هؤلاء الذين يسعون إلى الشهوات يدفعون ثمناً باهظاً، ويعيشون حياة من القلق والمصائب لا تساوي بحال ما بذلوه في سبيل تحصيل هذه الشهوات، إضافة إلى ما يصيبهم من الإحباط وما يفوتهم مما كانوا يسعون إليه، أما أنت فأنت الوحيد الذي ليس في طريقك فشل؛ لأنك مهما دعوت ولم يستجب لك فأجرك مدخر عند الله تبارك وتعالى ومنزلتك محفوظة عند الله عز وجل ، أما أولئك فهم إنما يريدون سبيل الشيطان، فإن حصّلوا كان وبالاً عليهم وإن لم يحصّلوا كان مزيداً من الوبال والجهد والنكد يدخرونه رصيداً مع ما يلقونه عند الله تبارك وتعالى.




    ومن الشباب من يألمون
    ربما تطرحون سؤالاً مفاده: هاأنت تتحدث حديثاً ربما يعني فئة أعلى من قدرنا، فماذا عنا نحن الشباب ؟ ولهذا أحتاج حتى أعطيكم صورة قريبة أن أنقلكم إلى صورة تعيشونها في واقعكم، وترونها صباح مساء، لا يعدو دوري هنا أن أستعيد شريط الذكريات لكم، إنكم ترون طائفة من أقرانكم وأترابكم من أصحاب الشهوات، الذين يشعر أحدهم أن تحصيله لشهوته يفرض عليه أن يتعرف على مزيد من الناس وهو يعلم مغبة هذا الأمر وهذا الدور الذي يقوم به، فتراه يتحايل كثيراً في افتعال الموقف الذي يتيح له الفرصة في اللقاء مع فلان أو فلانة من الناس ليربط معه علاقة محرمة لتحصيل شهوة زائلة، ويدفع في ذلك ثمناً باهظاً من وقته، وربما من ماله لأجل أن يحصل على فرصة للحديث معه والتعرف عليه، ثم يعرض نفسه لمخاطر مع ولي أمره الشاب أو الفتاة، أو مع إدارة المدرسة، أو مع رجال الحسبة أو الأمن.
    إن هذا الشاب الذي يبذل هذا الجهد المضني والطويل في التعرف على صاحبه ولا تقف دونه الحواجز والعوائق يدرك أنه ربما تعرض لمخاطر وربما دفع الثمن باهظاً، إن ذلك الشاب الذي يحتال مثلاً حتى يحصل على رقم هاتفي لفتاة تشاركه هم الفساد والسوء ويحصل عليه بعد تجارب عدة ويقضي طويلاً في الحديث معها ثم يقضي وقتاً في اللقاء معها خارج المنزل وهو لقاء محفوف بالكثير من المخاطر، إنه يدفع ثمناً باهظاً ويبذل جهداً مضنياً في سبيل تحقيق هذه الشهوة واللذة المحرمة، وهو يعلم أن طريقه محفوف بالمخاطر ومحفوف بالمشكلات.
    إنهم يألمون كما تألمون، ويصيبهم القرح كما يصيبكم القرح، لكنكم ترجون من الله ما لا يرجون.
    شتان بين ما يطلبه الشاب المتدين ويرجوه وهو يريد أن يقيم صلة وعلاقة مع فلان من الناس ليسدي له كلمة صادقة أو ينهاه عن رذيلة رآه عليها، ولأجل أن يستنقذ صاحبه وأخاه من براثن الشهوة والرذيلة، أو بين ما تبذله الفتاة لأجل أن تنقذ أختها، شتان بين ما يبذله هؤلاء وبين مايبذله أولئك الضالون التائهون.
    هذه نماذج قصدت بها أن أدفع همتنا وهمتكم جميعاً في سبيل العمل والدعوة لهذا الدين ، وليس بالضرورة أن نتطلع إلى مثل تلك النماذج وأن نبذل كما يبذل هؤلاء إنما يبذل كلٌّ منا في موقعه ، وفي مكانه، وحيثما يشعر أنه بحاجة إلى أن يبذل الجهد، وأن يتحمل في سبيل الدعوة لدين الله عز وجل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وألا نستكثر أمراً نبذله في سبيل الله عز وجل، وأن نسترخص ونستهين بكل ما نبذله، فإذا كان هؤلاء يبذلون مع أنهم على الباطل، فنحن أولى أن نبذل ونحن على الحق، أسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم ويجعلنا وإياكم جميعاً من الدعاة لدينه إنه سميع مجيب.



    موقع الدويش

    manal
    manal
    أميرة المنتدى


    عدد الرسائل : 841
    تاريخ التسجيل : 18/07/2008

    فإنهم يألمون3 Empty رد: فإنهم يألمون3

    مُساهمة  manal 28/7/2008, 17:07

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    علاء الدين
    علاء الدين
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد الرسائل : 316
    تاريخ التسجيل : 06/05/2008

    فإنهم يألمون3 Empty رد: فإنهم يألمون3

    مُساهمة  علاء الدين 3/8/2008, 15:18

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 29/4/2024, 03:25