الرئيسية
طفلتي ذات التسعة اشهر، تصرخ وتبكي عندما نذهب بها لأي مكان فيه تجمعات من الناس وضوضاء، كالموسيقى او صخب الاصوات المختلفة، صراخها يعلو ان اقترب منها احد الاقرباء وحملها، فما بالكم بالاشخاص الغرباء، انها بمجرد النظر اليهم تبدأ بالبكاء!
اعلم جيدا ان الطفل في هذه السن الصغيرة لا يشعر بالامان الا مع أمه او أبيه، خاصة دور الأم، فهي الحارس الامين الذي يشعر الطفل بالاستقرار والطمأنينة.
حاولت مرارا الا ادع احدا يحمل طفلتي، لكنها لا تكف عن البكاء حتى وان بقيت جالسة في حضني.
تكررت هذه الحالة لدرجة اضطررت في احدى المرات ان اغادر منزل احدى القريبات لشدة توتر طفلتي، الغريب في الامر انني بمجرد وصولي للمنزل وجدت طفلتي قد هدأت وخلدت للنوم فورا.
اصبحت الآن اعتذر عن عدم حضور اغلب الدعوات ومنها الاجتماعات الاسرية، الكل بدأ يفتقد وجودي، احيانا افكر بأنها مجرد مرحلة وستزول مع تقدم عمر طفلتي، لكني في نفس الوقت ازداد خوفا من انها سوف تعتاد على الهدوء والعزلة والمشكلة حينها سوف تتفاقم عند الكبر.
لا بد ان اعترف انني اشعر بالغيرة وانا ارى قريباتي وصديقاتي يجتمعن في جلسات عائلية او مناسبة يحضرنها مع اطفالهن وهم من نفس عمر طفلتي، لكنهن يستمتعن بجلساتهن. فالطفل الصغير نائم في كرسيه، ولا يشعر بأي ضجيج مهما اشتد.
* رأي الخبراء
اول ما نصحتنا به خبيرة التربية والصحة النفسية للطفل، مريام برودمان، عدم مقارنة الطفل بأي طفل آخر، فكل طفل يولد بطبيعة مختلفة عن الآخر، هذا بالاضافة الى اختلاف الجينات الوراثية.
وتقول الخبيرة: كثير من الاطفال الصغار يعانون من حالة تدعى auditory hypersensivity وهي ما يعرف بالتحسس من الاصوات، وبعض الاطفال قد يعانون منه عند الاصابات المتكررة بالتهابات الاذن.
اغلب الاطفال يتجاوزون هذه الحالة مع تقدمهم في العمر وعند اقترابهم من السنة الثانية تكون اغلب الاصوات مألوفة لديهم.
لكن الى ان يصل طفلك او طفلتك الى هذا، فليس من الضرر ان تحاولي بعض الطرق لتعويد الطفل او بالاصح تعريفه على الضجيج تدريجيا.
حاولي مثلا ان دعيت الى حفل ما ان تكوني من اول الحضور وتصلي المكان قبل ان يزدحم، فطفلك سيتعرف على الضجيج شيئا فشيئا وردود فعله ازاء المكان سوف تقل.
بين فترة واخرى ادعي اقرباءك لزيارتك في البيت، لكن ايضا قسمي دعواتك الى عدة اقسام. ابدأي مثلا بدعوة صديقة واحدة فقط، وبعد فترة ادعي صديقتين تليهما دعوة لثلاث صديقات او قريبات، الى ان تتمكني بعد مدة من دعوة عدة صديقات في منزلك وقد تعرف طفلك على الامر تدريجيا.
* نقص النوم يؤثر بنسبة كبيرة جدا على تصرفات الطفل، لذا عندما تدعين الى مناسبة ما فاحرصي ان يحصل طفلك على القدر الكافي من النوم في الليلة التي تسبق الدعوة اذا كانت الدعوة في النهار. اما ان كانت الدعوة في المساء، فاحرصي جدا ان تريحي طفلك في ذلك اليوم كأن تبقي في المنزل ليحصل طفلك على بعض النوم والراحة وتجنبي تماما التسوق والخروج مع الطفل خارج المنزل ان كنت في صدد تلبية دعوة في ذلك اليوم.
فكرة طريفة ان تحتفظي بألبوم صور لاقاربك واصدقائك وتريها لطفلك في فترات متقاربة، فالوجوه سوف تقل غرابتها عندما يراها طفلك في الحقيقة
